تكدس للاجئين السودانيين بليبيا ومخاوف من تزايد معدلات الهجرة إلى أوروبا
طرابلس- صقر الجديان
قال نشطاء وسودانيون في ليبيا إن مئات الألاف من اللاجئين السودانيين تدفقوا إلى ليبيا عبر حدودها مع مصر وتشاد وسط مخاوف من ازدياد هجرة الفارين من حرب السودان إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط.
وحسب رئيس برنامج الحد من الهجرة غير الشرعية والعودة الطوعية للجاليات السودانية بليبيا مالك الديجاوي لسودان تربيون فإن مدنا ليبية قرب الحدود مع مصر وتشاد تشهد اكتظاظا للسودانيين الفارين من الحرب في السودان.
وذكر الديجاوي أن السلطات المحلية في مدينة الكفرة الليبية أحصت نحو 400 ألف لاجئ سوداني لكن تقديرات منظمة الحد من الهجرة غير الشرعية تؤكد أن عدد اللاجئين السودانيين يفوق ضعف هذه الاحصائية.
وأشار إلى تكدس كبير للسودانيين في الكفرة والعاصمة الليبية طرابلس حيث يوجد مقر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين موضحا أن اللاجئين يفترشون الأرض حول المقر للضغط في اتجاه تسجيلهم كلاجئين.
وطبقا للديجاوي فإن اللاجئين السودانيين يدخلون من مصر عن طريق طبرق ومن تشاد عن طريق سبها والقطرون حيث تشهد هذه المناطق تكدس لافت للسودانيين الذين فروا من القتال في بلادهم.
وأبدى مسؤول برنامج الحد من الهجرة غير الشرعية والعودة الطوعية مخاوف المنظمة والسلطات الليبية من ازدياد المغامرين بركوب البحر والهجرة إلى أوروبا.
وتابع “نخشى بعد تسلل اليأس إلى اللاجئين من تسجيلهم لدى مفوضية اللاجئين أن يركبوا البحر في محاولات انتحارية للوصول إلى أوروبا. المهربون يستغلون هذه الظروف وقد غرق 40 مهاجرا سودانيا الأسبوع الماضي وهم يحاولون العبور لأوروبا”.
وقال الديجاوي أن أعيان الكفرة ومدن أخرى استقبلوا لاجئين سودانيين في المزارع أو عن طريق تأجير عقارات وسط نشاط مكثف من المنظمات لاستيعاب الأعداد الكبيرة وتوفير الأغذية والأغطية.
ونقلت صحيفة سودان تربيون احاديث مع لاجئين سودانيين وصلوا إلى مدينة الكفرة ومنها إلى طرابلس للتواصل مع مفوضية اللاجئين فضلا عن نشطاء اضطروا لتأجير عقارات في الكفرة لاستقبال الأسر السودانية القادمة من تشاد.
ومنذ بدء الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم في أبريل الماضي اضطر آلاف السودانيين للجوء عبر البر إلى مصر وتشاد.
ونوه إلى ارسال سيارات محملة بالمساعدات من بنغازي بينما التقى السفير السوداني بطرابلس رئيس الحكومة وعدد من المسؤولين الليبيين ما أسفر عن استثناءات أهمها إعفاء الطلاب السودانيين من رسوم الجامعات وتسهيل استيعاب التلاميذ القادمين من السودان في المدارس الليبية.
وأضاف أن المنظمة توقعت موجات اللجوء هذه من بداية الحرب بالسودان في أبريل من العام الماضي وجمعت مساعدات إنسانية لدرء آثار اللجوء لكن تمت عرقلتها من السلطات السودانية.
وقال “ما زال بطرفنا خمسة مستشفيات ميدانية وملحقاتها لم نستطع إرسالها حتى الآن نسبة لعدم إرسال برقية للمنظمة تفيد بمزاولة العمل بليبيا. نأمل من جهات الاختصاص الاهتمام بهذه المبادرة لتحقيق أهدافها”.