توسع دائرة المناوئين للحرب في السودان يربك أجندات الإخوان
الخرطوم – صقر الجديان
مراقبون إلى أن تلك المصالح لن تتحقق سوى بالحسم العسكري وأن غير ذلك التمشي سيفتح عليهم أبواب المحاسبة التي لا يمكن لهم التصدي لها من جديد.
ولم تحظ أي مبادرة للوساطة بين طرفي النزاع بإشادة أو دعم من قبل الجماعة الإسلامية، ففي كل مرة تعلن معارضتها للوساطات تحت ذرائع مختلفة، منها التحيّز وعدم موثوقية الطرف الوسيط وغير ذلك من التعلات التي تصب جميعها في عدم إيقاف الحرب والجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وكانت مخرجات اجتماع جدة الثلاثاء آخر منابر التفاوض التي هاجمتها الجماعة الإسلامية. وقالت الحركة في بيان لها الأربعاء إن “الميسرين أقحموا أشياء لا علاقة لها بالتفاوض”.
وكان البيان الصادر عن الخارجية السعودية حول المحادثات قد أكد الالتزام بإعادة الهاربين من السجون، في إشارة إلى قادة الحركة الإسلامية الذين تتم محاكمتهم في عدة قضايا.
وقالت الحركة الإسلامية في بيانها إنها ماضية في دعمها للقوات المسلحة في ميدان التفاوض الحقيقي وهو أرض المعركة وإن تركيزها الآن على استعادة كرامة المواطن وأرضه والقصاص لعرضه ممن وصفتهم بـ”العملاء والمأجورين والمرتزقة”.
وذكر البيان أن “ما أقحمه الميسرون من التزامات لن تشغلهم عن واجبهم في الذود عن كرامة الشعب خلف الجيش”.
ويحتدم القتال منذ أبريل في مناطق مكتظة بالسكان بين قوات الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب بـ”حميدتي”. وأدى الصراع بين الجنرالين المتنافسين إلى شلّ الخدمات الأساسية في السودان وتدمير أحياء بأكملها في العاصمة وإقليم دارفور الشاسع في غرب البلاد.
وأسفرت الحرب عن سقوط 10400 قتيل وفقا لمنظمة “اكليد” المعنية بإحصاء ضحايا النزاعات. كما أدت إلى نزوح ولجوء أكثر من ستة ملايين سوداني، وفق الأمم المتحدة.