توقيف (هلكا عصار) يثير بوادر توتر بين السودان وأثيوبيا
الخرطوم – صقر الجديان
تلوح في الأفق بوادر توتر في العلاقات بين السودان واثيوبيا على خلفية الحرب المشتعلة بين الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير إقليم التقراي المحاذي لولايتي القضارف وكسلا شرقي البلاد.
وتطالب الحكومة الاثيوبية السلطات السودانية بتسليم عديد من قيادات وجنود تابعين لجبهة التقراي قالت إنهم دخلوا الأراضي السودانية مع اللاجئين الذين عبروا في خضم اشتعال المعارك بالإقليم.
وبحسب الرواية الرسمية الإثيوبية فإن مجموعة شبابية نفذت مذبحة في بلدة “ماي خدرة” في إقليم التقراي بتشجيع من قوات جبهة التحرير الشعبية.
وتقع منطقة “ماي خدرة” في محافظة غرب التقراي المحاذي لمحلية الفشقة بطول 110 كلم.
ويتحدث مسؤولون سودانيون عن استقبال الأراضي السودانية حتى أمس الإثنين لأكثر من 46 ألف اثيوبي.
وأثار توقيف الجيش السوداني الأيام الفائتة للقائد هلكا عصار والمصنف كأحد زعماء المليشيات الاثيوبية الناشطة في الحدود سيما بمنطقة الفشقة، حماس القيادة الاثيوبية للمطالبة بتسليم قادة التقراي كما اتهمت الجيش السوداني بالتوغل داخل الأراضي الاثيوبية واعتقال عصار.
لكن جنرالات في الفرقة 12 مشاه السودانية أكدوا أن الرجل تم القبض عليه داخل الحدود السودانية أثناء تحركه مع عدد كبير من جنوده وأسرته محملين بكميات كبيرة من الذهب والأموال والسيارات.
وتشتبه المجموعة الموقوفة بالتورط في شن هجمات على الأراضي السودانية في منطقة الفشقة الكبرى وتمكنها من نزع 150 ألف فدان من المزارعين والرعاة تجاه مناطق “مجاج” و”العلاو” و”اللكدي” كما مارست المليشيا ذاتها عمليات ترويع واسعة وسط الأهالي.
وبحسب مصادر متطابقة فإن هلكا من بين أبرز المطلوبين من الحكومة الاثيوبية.
ويقول المحلل السياسي والمختص في الشأن الاثيوبي قمر حسن الطاهر إن التغول الاثيوبي على الأراضي الزراعية والاعتداء على الرعاة والمزارعين مستمر منذ العام 1995 في منطقتي الفشقة الكبرى والصغرى حيث احتلت اثيوبيا ونزعت نحو مليون ونصف فدان بيد المليشيات المسلحة بجانب نهب المواشي والأبقار والآليات الزراعية.
وقال بان المتمرد وقائد المليشيات هلكا عصار هو السبب الرئيسي في الخلافات والنزاعات بين السودان وإثيوبيا حول الأراضي الزراعية في الحدود بعد ارتكابه سلسلة جرائم وتعديات سابقة وصلت حد استيلائه منفرداً على 200 ألف فدان.
ورأى الطاهر أن تسليم عصار الى إلى مسؤولي معسكر اللاجئين ” أكبر خطأ” وانه يجب تسليمه للحد من إمكانيات عودته مرة أخرى للمعارك العسكرية ضد السودان وممارسة النهب والسرقة.
واستبعد الطاهر تدخل السودان عبر الجيش في الشأن الاثيوبي لدعم واسناد التقراي وطالب بالعمل على عودة التقراي الفارين الي ديارهم في ظل نقص الغذاء وعدم وجود الدعم الكافي لهم بالسودان.
وقال المتحدث باسم لجنة فرض حالة الطوارئ في إقليم التقراي، رضوان حسين، إن إثيوبيا والسودان سيتعاونان لتحديد ما إذا كان هناك مسلحون تابعون لجبهة التقراي على صلة بمذبحة “ماي خدرة” عبروا حدود البلدين وسط المدنيين اللاجئين.
وقال حسين إن اللجنة المستقلة الحكومية لحقوق الإنسان في إثيوبيا أثبتت ما جرى في منطقة ماي كادرا.
وأردف في تصريحات لوكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية: “لا يمكننا إلقاء اللوم على الجميع، لكن يوجد احتمال أن يكون هناك قتلة عبروا إلى السودان”.
وتابع أن بعض سكان البلدات بدأوا في الإفصاح عن أسماء مشتبه بهم موجودين في مخيمات اللاجئين في السودان، مضيفاً أنهم سيتعاونون مع السودان لتحديد هوياتهم.