أخبار السياسة المحلية

ثورة 19 ديسمبر.. ذكرى صمود سوداني أنهى حكم الإخوان

الخرطوم – صقر الجديان

19 ديسمبر/كانون الأول عام 2018، يوم كتب فيه السودان تاريخا جديدا، بعد انطلاق شرارة الثورة ضد نظام عمر البشير الإخواني.

وتفجرت ثورة ديسمبر/كانون الأول في مدينة عطبرة شمالي السودان عبر احتجاجات طلابية ضد غلاء الأسعار وندرة الخبز، سرعان ما تمددت سريعا إلى مدن أخرى، ليرتفع سقف المطالب لـ”إسقاط نظام البشير”.

ولم تتوان آلية نظام الإخوان القمعية، في استخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين في محاولة لإخماد نار الثورة، ما أدى لمقتل عشرات الأشخاص خلال أسابيع.

ومع ذلك تمسك المحتجون بسلمية حراكهم، وهو ما شكل سر نجاح “ثورة ديسمبر”، وفق مراقبين.

ومنذ انطلاقتها، ظلت الاحتجاجات تتوسع یوماً بعد الآخر حتى أصبحت تصدر الدعوات لھا من تجمع المهنيين السودانيين والذي كان تكتلا نقابيا يتصدر المشهد حينها.

لكن يظل يوم 6 أبريل/نيسان 2019 حاسماً في مسيرة الاحتجاجات السودانية؛ حيث وصل آلاف المتظاهرين إلى محيط القيادة العامة للجيش في الخرطوم، ودخلوا في اعتصام مفتوح لحين تنحي البشير.

وبعد 5 أيام من بدء الاعتصام تم الإعلان عن عزل البشير وحل حكومته.

كسر العزلة الدولية

وعقب مضي عامين على الثورة، تمكن السودان من كسر عزلته الدولية، بالخروج من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، والمصالحة مع إسرائيل، وتحقيق السلام الداخلي وبسط الحريات.

ویقول أستاذ العلوم السیاسية بالجامعات السودانیة الدكتور عبداللطیف محمد سعید، إن ثورة ديسمبر التي أنهت حكم الإخوان، ووضعت البلاد على مسار التحول الديمقراطي، والتداول السلمي للسلطة، أعادت كرامة السودانيين.

وقال سعيد لـ”العين الإخبارية”: “سلمية الثورة كانت سر نجاحها في ھزیمة نظام الإخوان الذي لم یتردد في استخدام أقصى درجات العنف في محاولة لوأد موجة الاحتجاجات لكن جاءت النتائج عكسية لما كان یرغب، فكلما قتل شخص برصاص ملیشیاته زاد حماس المظاھرات وتمددت رقعتھا حتى أسقطته”.

بينما يؤكد المحلل السياسي، بشير أربجي، أن نجاح ثورة ديسمبر /كانون الأول يعكس قوة إرادة الشعب السوداني في مواجهة الديكتاتوریات التي تصادر حریته، فمھما اشتدت قبضتھا ستظل إرادة الشعوب ھي الأقوى.

وأشار إلى أن البشیر وحزبه الحاكم انفردا بالسلطة وأفسدا واستعبدا السودانيين، واستبعدا الكوادر المؤھلة من الخدمة المدنیة مما أدى لانھیار الدولة اقتصادیا.

وأوضح أن البشیر طوال فترة حكمه كان یلعب على خلافات المعارضة فیما بینھا ویطیل أمد سلطته، لكنها توحدت في النهاية حول إسقاطه في لحظة كان فیھا كل الشعب متحدا لذات الأمر بعد أن انكسر عنده حاجز الخوف.

وتقديرا لدور الحراك الشعبي، أعلن مجلس الوزراء السوداني أن السبت 19 ديسمبر/كانون الأول سيكون عطلة رسمية في كل أنحاء البلاد إحياء لذكرى الثورة المجيدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى