حلم شداد يتجسد في هرم المسابقات السودانية بعد 17 عاما
الخرطوم – صقر الجديان
مضت 17 سنة من المحاولات المستمرة لاتحاد الكرة السوداني، في سبيل انتظام البناء الهرمي المتدرج لمسابقة الدوري الممتاز، حتى انتهت المحاولات بظهور التدرج الطبيعي من القاعدة إلى القمة.
وتعود فصول هذه الرحلة، إلى عام 2003، بعد انتخاب الدكتور كمال شداد رئيسًا للاتحاد السوداني، حاول تعديل الخلل في طريقة صعود الفرق للدوري الممتاز.
وكان الصعود للدوري الممتاز يبدأ من أبطال الدوري في الاتحادات المحلية، لتلعب نظام الإقصائيات ثم تمر منه الفرق للممتاز، بينما كانت الفرق التي تهبط تعود للعب في منطقتها.
درجة وسيطة
فكر شداد في إنشاء “درجة وسيطة” تهبط إليها فرق الممتاز، بدلا من العودة للدوري المحلي في مناطقها، فكون لجنة وضع على رأسها إسماعيل الكاروري، عضو مجلس الإدارة الشهير من مدينة ود مدني.
لكن أزمات الكرة السودانية المتلاحقة وعدم توفر مقومات اللعبة فنيا واقتصاديا، والإطاحة بشداد من قيادة اتحاد الكرة في 2010، جعلت فكرة الدرجة الوسيطة تموت في مهدها.
عاد شداد لقيادة اتحاد الكرة في نهاية 2017، وأحيا الفكرة من جديد، فبدأ بالتدرج، باعتماد بعض فرق المرحلة الأخيرة التي لم تتأهل من الدوري العام للممتاز في الموسم الماضي وثبت معها الفرق الهابطة.
ومزج شداد الفئتين من الفرق، ونظم لها الدوري الوسيط، بعد أن فصلها من الدوري العام، وأصبح الصعود للدوري الممتاز يمر بطريقين، الدوري الوسيط والدوري العام بنظام إقصائيات، ويتم بعدها تصعيد أصحاب المقدمة من المسابقتين في مرحلة آخيرة مؤدية للممتاز “المرحلة المشتركة”.
واستمر العمل المتدرج بالبطولة المشتركة لموسمين متتالين، حتى جاء الموسم الثالث هذه المرة فتم وضع اللوائح والترتيب النهائي للفرق التي سوف تتشكل منها الدرجة الوسيطة.
قرار رسمي
تم فصل المسابقات المؤدية للصعود للممتاز، وألغيت المرحلة المشتركة، ليُعلن عن ميلاد الدوري الوسيط بشكله النهائي، كدرجة يتم الصعود إليها والهبوط منها، بقرار رسمي من مجلس إدارة اتحاد الكرة السوداني، وتم تأكيده في اجتماع أمس الإثنين.
وأصبح اتحاد الكرة السوداني يملك 3 مسابقات متدرجة هرميا، تبدأ من الدوري العام الذي يؤدي للصعود للدوري الوسيط، والدوري الوسيط الذي يؤدي للصعود للدوري الممتاز.
والهبوط من هرم المسابقات يتدرج بذات المستوى، بداية من أعلى الهرم “الممتاز” مرورا بالمرحلة الوسطى “الوسيط”، ثم إلى قاعدة الهرم “الدوري العام”، وهي القاعدة التي تتكون من أبطال الدوري بالاتحادات المحلية.
درجة صفوة
هذا التدرج الهرمي في مسابقات الاتحاد السوداني لكرة القدم، جعل من الدرجة الممتازة درجة صفوة، لا يكون الصعود إليها إلا لنادٍ مقتدر فنيا ويملك مقومات الصمود فيها.
ومنح الدوري الوسيط الفرق الهابطة من الممتاز امتياز البقاء قريبا من الدرجة الممتازة، لأن الصعود إليها مر بمراحل طويلة وصعبة بدأت من الدوري المحلي مرورا بالدوري العام، ثم بالدوري الوسيط، ثم الصعود للدرجة الممتازة حيث الأندية الصفوة والمميزة.