(حميدتي) في دارفور لتلميع صورته واقناع القبائل العربية بوقف العنف
الخرطوم – صقر الجديان
قالت صحيفة “سودان تربيون” أن الهدف الأبرز لزيارة نائب رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو”حميدتي” لولاية غرب دارفور هو محاولة إقناع القبائل العربية بوقف الهجمات التي تستهدف العرقيات ذات الأصول الأفريقية.
ويتواجد “حميدتي” منذ نحو أسبوع في الجنينة عاصمة غرب دارفور والتي تأثرت بصورة بالغة من النزاعات القبلية غضون الثلاث أعوام الماضية.
وأوضحت المصادر بأن قائد الدعم السريع عقد اجتماعات مكثفة شملت قادة القبائل العربية وتحدث معهم بحدة بالغة “عن ضرورة وقف الانتهاكات التي تسئ إليه بصورة شخصية ولقوات الدعم السريع التي لاحقتها اتهامات بالمشاركة في عمليات القتال”.
وتتهم قبائل دارفور الاخرى في مرات عديدة قوات الدعم السريع التي يرأسها “حميدتي” بالمشاركة المباشرة في الصراعات القبلية أو عن طريق توفير الدعم اللوجستي لذويهم حيث تمتلك المليشيات المسلحة عتاد حربي يفوق المتواجد لدى القوات النظامية هناك.
وقال مصدر أهلي لسودان تربيون إن حميدتي ” وجه انتقادات لاذعة لعشيرته وهدد الأمراء والعقداء بالاعتقال وترحيلهم لسجون بورتسودان وغيرها حال لم يلتزموا باتفاقيات الصلح المبرمة مع المساليت والمسيرية جبل والارنقا علاوة علي اتفاق صلح يتم إعداده مع قبيلة القمر”.
وتابع “يبدو أنه يرتب لأمر ما ويسعى من خلال انتقاد أهله لتحسين صورته للعب دور قادم حال إجراء الانتخابات”.
لكن حافظ تاج الدين أحد أمراء القبائل العربية أكد بأن زيارة “حميدتي” للجنينة الهدف منها عقد اتفاقيات صلح بينهم وبقية القبائل التي تنازعوا معها خلال الفترة الماضية.
وحمل في حديثه لسودان تربيون الحركات المسلحة مسؤولية انهيار اتفاقيات الصلح السابقة لعدم التزامها بمناطق التجميع المحددة لها وأكد بأن ذلك أسهم في الأحداث الأخيرة التي وقعت بغرب دارفور.
وأوضح بأن الاتفاقيات التي وقعوها برعاية “حميدتي” تختلف عن سابقاتها حيث تم تكوين قوة مشتركة لتنفيذها فضلا عن تعهدات من الإدارات الأهلية بحماية الصلح وعدم العودة مرة أخرى للصراعات بين القبائل.
ورعت قوات الدعم السريع اتفاق صلح بين الفلاتة والرزيقات وآخر بين القبائل العربية والمسيرية جبل بجنوب دارفور، إضافة إلى اتفاق ثالث بين المساليت والقبائل العربية بغرب دارفور.
بدوره قال رئيس شورى قبيلة القمر أبكر التوم لـ”سودان تربيون” إن “حميدتي” ليس محايدا ليلعب أي دور في إخماد النزاعات القبلية غرب دارفور لأسباب عديدة من بينها أن قواته مشاركة بفعالية في القتال خاصة الذي تعرضت له قبيلة القمر منتصف الشهر الجاري.
وأضاف ” نرفض زيارة حميدتي خاصة في هذا التوقيت وهو غير محايد”.
وتابع قائلاً ” يتحدث عن ضرورة وقف الحرب وإشاعة روح السلام وفي ذات الوقت يستغل أهله أسلحة الدولة في قتل الأبرياء وهو أمر يمثل تناقض واضح ولا يستقيم”.
وكشف أن ضحايا إثنيته خلال الاشتباكات القبلية الأخيرة بلغ نحو 126 قتيل ونحو 110 جريح فضلاً عن 56 ألف نازح موزعين في سبع محليات بولايات غرب وشمال دارفور.
بدوره قال نائب رئيس مجلس إدارة هيئة محامي دارفور الصادق علي حسن لـ”سودان تربيون” إن زيارة حميدتي لمدينة “الجنينة” سياسية في المقام الأول وتعد محاولة لإعداد نفسه للمرحلة القادمة في ظل احتمالات تنظيم انتخابات قريبا.
وأضاف ” الواضح انه يفكر في منصب الرئيس والمراقب يجده اقنع نفسه بذلك وسهوله توليه لهذا الموقع ولكن تقديراته غير صحيحة، لكون أن الشارع يطالب بذهابه والبرهان معا ولن يتوقف في ذلك”.
وأشار إلى أن مؤتمرات الصلح القبلي التي رعاها لا تخرج عن كونها ملتقيات سياسية وأداة لتشجيع الإفلات من العقاب والتستر على الجناة وشيوع ثقافة القتل والنهب وحرق القرى.
من جهته قال الخبير القانون والمهتم برصد انتهاكات المليشيات المسلحة في إقليم دارفور عبد الباسط الحاج إن نائب رئيس مجلس السيادة يروج لنفسه بأنه القائد الذي يسعى لتحقيق استقرار في الإقليم المضطرب حتى وإن كان مزيف ويتجلى ذلك من خلال خطابه الذي يقدمه في الجنينة.
وأكد أن إصلاح الوضع الأمني في دارفور لا يتحقق إلا بفرض هيبة الدولة ونزع سلاح المليشيات المسلحة وطرد المستوطنين من أراضي المواطنين إضافة إلى توفير مراكز شرطية ونيابة.
وزاد بقوله ” وجود دقلو في الجنينة لن يحل مشكلة فهو أحد أسباب الإختلالات الأمنية في دارفور”.
واتهم الحاج المسؤول السيادي بتزوير الحقائق وعدم الإشارة لقواته وعشيرته التي تشارك بشكل واضح في خلق المشاكل والصراعات أخرها ما حدث من انتهاكات في “كرينك”.
وأردف ” قوات الدعم السريع شاركت بشكل أساسي في تأجيج النزاعات عن طريق الدعم اللوجستي المقدمة للقبائل التي تنفذ جرائمها بسلاح الدعم السريع وهذا الأمر هناك أدلة تثبته”.
وأوضح بأن المصالحات التي رعاها لن تحقق استقرار لجهة أن الصراع الذي شهدته الولاية مؤخراً غير متكافئ بين مجموعة تمتلك آليات حربية وتلقى حماية من قبل الدولة وبين مجموعات عرقية شبه مجردة من السلاح.
وقال “إن ما يحدث باسم المصالحات محاولة لشراء ذمم القيادات الأهلية وتوقيع اتفاقيات صورية لا تخاطب جذور المشكلة وهي اغلبها حلول فوقية تتمثل في دفع الديات وغيره”.
إقرأ المزيد