خبير يكشف عن سبب رفض إثيوبيا لمبادرة حمدوك
الخرطوم – صقر الجديان
ذكر الخبير في الشأن الإثيوبي السوداني حسن العالم أن أديس أبابا تأمل في وساطة سودانية لإنهاء الحرب التي تخوضها في إقليم التقراي على الحدود السودانية الإثيوبية.
وأوضح العالم في حديث نقلته (التغيير الإلكترونية) أن حكومة آبي أحمد رفضت وساطة منظمة الإيغاد التي طرحها رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك الأسبوع الحالي لأنها لا تريد تدويل القضية واعتبرت ان اللجوء إلى المنظمة الافريقية قد يعجل بتدويل الأزمة.
وأشار حسن العالم إلى أن إثيوبيا أمام ثلاثة خيارات في أزمة اقليم التقراي إما ان ينجح السودان في قيادة وساطة مع التقراي بإرسال وفد إلى الإقليم بعلم أديس ابابا والتنسيق معها أو أن تلجأ إلى حكومة أبي أحمد للخيار الذي اتخذته بشن عمليات عسكرية في عملية كسر العظام أو أن تجري محادثات مع متمردي إقليم التغراي وتابع : “آبي يرفض تمامًا المحادثات لأنها تمنح قادة الإقليم كروتا اضافية بحوزتهم إلى جانب انه يريد ارسال رسالة لبقية الاقاليم”.
ويرى العالم أن السودان لديه مصلحة في التحرك السريع لإطفاء العمليات العسكرية التي تشنها أديس أبابا على إقليم التقراي حتى لاتفرز عمليات نزوح واسعة موضحًا أن عدد القاطنين في الإقليم حوالي ثلاثة مليون من التقراي وهم أكثر من سكان ولايات القضارف وكسلا.
وحذر الخبير في الشأن الإثيوبي السوداني حسن العالم من أن السودان سيدفع الثمن غاليًا اذا توسعت العمليات العسكرية لأديس أبابا في إقليم التقراي وإجبار الملايين على النزوح واللجوء إلى السودان.
وكشف العالم أن دوائر حكومية رفيعة في حكومة آبي أحمد لا تمانع في الوساطة السودانية دون اللجوء إلى الإيغاد مشيرًا إلى أن خبراء ودبلوماسيين اتصلوا بمكتب رئيس الوزراء عبد الله حمدوك لتفعيل المبادرة السودانية في أزمة إثيوبيا لكنه لم يظهر حماسًا.
ورأى العالم أن بطء التحرك السوداني في أزمة إقليم التقراي يعود إلى وجود تيارات في السلطة الانتقالية أي الحكومة المدنية برئاسة عبد الله حمدوك والمجلس السيادي الذي يهيمن عليه العسكريون.
وقال العالم إن استصدار قرار مركزي من الحكومة السودانية لقيادة وساطة سودانية في أزمة إقليم التقراي صعب لطبيعة الجزر المعزولة التي تعيش فيها السلطة الانتقالية إلى جانب عدم التناغم بين الأجهزة الأمنية والحكومة المدنية.
وتابع : “عادة الأجهزة الأمنية تقدم المعلومات إلى الحكومة المدنية وتحذرها من النزوح وانعكاسات الحرب على البلاد.
وأكد العالم أن قادة اقليم التقراي لديهم علاقات جيدة مع أطراف في الحكومة السودانية ويجب استغلال هذه العلاقة لإرسال وفد سوداني إلى المنطقة وإقناع التقراي بوقف الإجراءات الأحادية والتواصل مع حكومة آبي أحمد في نفس الوقت.
وأردف : “حكومة أديس أبابا حاليًا لا تستطيع أن تتوقف عن المعارك العسكرية في ظل انشغال الولايات المتحدة بالانتخابات والمجتمع الدولي مع فيروس كورونا “.
وأشار حسن العالم إلى أن خبراء ودبلوماسيين سودانيين أجروا لقاءات مع أحزاب سياسية ولم يجدوا أي تفهم لأزمة اقليم التقراي عدا رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير الذي تحمس وأبدى تفهمه للأزمة وأعلن استعداده للتواصل مع جميع الأطراف المؤثرة.