دعوة إماراتية إلى التعاون الدولي لدعم جنوب السودان
نيويورك – صقر الجديان
أكدت دولة الإمارات، أمس، ضرورة استمرار التعاون الإقليمي والدولي لدعم جنوب السودان، مشددة على أهمية معالجة الأسباب الجذرية للعنف والتركيز، بشكل خاص، على تأثير تغير المناخ على الأمن.
وقالت أميرة الحفيتي، نائبة المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة، في كلمة الإمارات أمام مجلس الأمن الدولي خلال الجلسة حول بعثة «أونميس»: «التطورات الإيجابية التي شهدها جنوب السودان مؤخراً، ستساهم في تعزيز تنفيذ الاتفاق المعاد تنشيطه»، في إشارة إلى اتفاق السلام الذي يهدف إلى حل النزاع في جنوب السودان.
وأضافت: «نقدر الجهود التي بُذلت في هذا المسار، ومنها اكتمال تكوين المجلس التشريعي الوطني الانتقالي المُعاد تشكيله، وتقديم مشروع القانون المتعلق بعملية وضع الدستور، والبدء بعملية تشاورية لإنشاء لجنة الحقيقة والمصالحة وتضميد الجراح».
وأوضحت أن التوقيع على اتفاق بشأن الترتيبات الأمنية الانتقالية في شهر أبريل الماضي، وبِوسَاطة جمهورية السودان، خطوة مهمة في اتجاه تنفيذ الاتفاق المُعاد تنشيطه، فيما حثّ جنوب السودان على مواصلة البناء على تلك المكتسبات، لتحقيق الأمن والازدهار المنشودين.
وأكدت الإمارات أهمية مشاركة المرأة، بشكلٍ كامل وهادف ومتساوٍ، في كافة مراحل صُنع السلام.
وقالت الحفيتي، في البيان: «من المهم أيضاً استمرار التعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية، مثل الاتحاد الأفريقي، والهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)، والأمم المتحدة، حيث يمكن تيسير هذا التعاون عبر جهود، مثل عملية التقييم الثلاثية للوقوف على احتياجات جنوب السودان للانتخابات وعملية وضع الدستور».
وأعربت عن تقدير الدولة لجهود الوساطة لمجموعة «سانت إيجيديو»، ومقرها روما، في دعم جنوب السودان في مساره نحو الاستقرار.
وفيما يتعلق بالأوضاع الأمنية المُقلِقة في البلاد، قالت الحفيتي: «ينبغي مضاعفة الجهود لمعالجة التحديات القائمة، لا سيما التصدي للارتفاع الحاد في معدلات العنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس، بما يشمل مواصلة تنفيذ خطة عمل القوات المسلحة للتصدي للعنف الجنسي المتصل بالنزاع في جنوب السودان».
وأضافت: «لا بد أيضاً من معالجة الأسباب الجذرية للعنف، ومنها تداعيات تغير المناخ، الذي يزيد من التنافس على الموارد الطبيعية، ويؤدي إلى تصاعد العنف بين القبائل، ويفاقم الأوضاع الإنسانية والأمنية الهشة، وينبغي التركيز على هذه المسألة، بشكلٍ خاص، مع اقتراب موسم الأمطار في جنوب السودان وما يرافقه عادة من فيضانات».
وذكرت أن الأزمة الإنسانية في جنوب السودان مستمرة في التدهور، إذ يحتاج أكثر من ثُلثي الشعب إلى تلقي مساعدات إنسانية عاجلة، وتزداد حدة الأوضاع خطورة مع أزمة الغذاء العالمية.
فوفقاً لبرنامج الأغذية العالمي، وصل انعدام الأمن الغذائي في جنوب السودان إلى مستوياتٍ متدنية منذ عام 2011، الأمر الذي يتعين على المجتمع الدولي تعزيز التعاون لتلبية الاحتياجات الإنسانية لشعب جنوب السودان.
وأكدت الإمارات، بحسب البيان، على التزامِها بمساندة كافة الجهود لتحقيق الوحدة والسلام والاستقرار في جنوب السودان.
إقرأ المزيد