دولة الإمارات تدين إقتحام مستوطنين متطرفين لباحة المسجد الأقصى المبارك
الخرطوم – صقر الجديان
أدانت دولة الإمارات العربية المتحدة أمس الاثنين، بشدة إقتحام مستوطنين متطرفين لباحة المسجد الأقصى المبارك بحماية من القوات الإسرائيلية.
وجددت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في دولة الإمارات في بيانٍ لها موقفها الثابت بضرورة توفير الحماية الكاملة للمسجد الأقصى ووقف الانتهاكات الخطيرة والاستفزازية فيه، وعلى إحترام دور المملكة الاردنية الهاشمية في رعاية المقدسات والأوقاف بموجب القانون الدولي والوضع التاريخي القائم، وعدم المساس بسلطة صلاحيات إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى.
ودعت وزارة الخارجية والتعاون الدولي السلطات الإسرائيلية إلى خفض التصعيد وإنهاء حالة من التوتر والاحتقان، كما أكدت على أهمية ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب الانجراف إلى مستويات جديدة من عدم الاستقرار.
كما شددت الوزارة على أهمية دعم كافة الجهود الإقليمية والدولية المبذولة للدفع قدما بعملية السلام في الشرق الأوسط، وكذلك وضع حد للممارسات غير الشرعية التي تهدد الوصول الى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود العام 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية.
وهذه ليست المرة الأولى التي تدين فيها دولة الإمارات العربية المتحدة ممارسات السلطات الإسرائيلية القمعية.
وكانت دولة الإمارات قد أدانت بشدة، إقتحام القوات الإسرائيلية المسجد الأقصى في شهر رمضان المبارك، والذي أسفر عن إصابة عدد من المدنيين. وجددت موقفها الداعي إلى ضرورة احترام السلطات الإسرائيلية حق الفلسطينيين في ممارسة شعائرهم الدينية، ووقف أي ممارسات تنتهك حرمة المسجد الأقصى.
واتسمت سياسة دولة الإمارات العربية المتحدة الخارجية منذ تأسيسها في عام 1971م، بالحكمة والإعتدال والتوازن ومناصرة الحق والعدالة.. إستناداً إلى أُسس الحوار والتفاهم بين الأشقاء والأصدقاء وإحترام المواثيق الدولية والإلتزام بميثاق الأمم المتحدة وإحترام قواعد حسن الجوار وسيادة الدول ووحدة أراضيها وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وحل النزاعات بالطرق السلمية.
إقرأ أيضاً
مصر تتمسك بضرورة التوصل لاتفاق منصف بشأن سد “النهضة”
إلا أن السياسة الخارجية لدولة الإمارات تجاه القضية الفلسطينية ثابتة ومحددة ولا مزايدة على ذلك، لأن الإمارات تنطلق في نهج سياستها الخارجية على ثوابت أخلاقية وإنسانية ودينية راسخة، لن تغيّرها المتغيرات ولا التحولات ولا الأحداث الجارية على الساحة.
سياسات ثابتة منذ قيام دولة الاتحاد في عهد مؤسسها وباني نهضتها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، “طيب الله ثراه”، الذي قدّم الكثير من أجل الفلسطينيين وقضيتهم العادلة، سواء دعم سياسي أم مادي أم معنوي، وشهادة التاريخ في حرب أكتوبر العام 1973م، عندما خرج الشيخ زايد، الرجل العربي المسلم بوقفته التاريخية المشهودة مطلقاً صيحته المدوية متجاهلاً كل التهديدات الغربية، قائلاً: «إن الذين قدموا دماءهم في معركة الشرف قد تقدموا الصفوف كلها، وإن النفط العربي ليس بأغلى من الدم العربي، إننا على إستعداد للعودة إلى أكل التمر مرة أخرى، فليس هناك فارق زمني كبير بين رفاهية البترول وبين أن نعود إلى أكل التمر».
يقيناً ومما لا شك فيه فإن معاهدة السلام التاريخية التي وقعتها الإمارات وإسرائيل في الثالث عشر من أغسطس 2020م، تعتبر معاهدة مشروطة بوقف ضم الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، والتي كانت إسرائيل على أهبة الإستعداد للإستيلاء عليها وطرد الفلسطينيين منها، ناهيك عن أهمية إلتزام إسرائيل بمبدأ حل الدولتين.
إن الإمارات هي «دولة السلام والتعايش السلمي» وتثبت بمواقفها الفعلية المشرّفة على مدى خمسة عقود مضت، أنها خدمت القضية الفلسطينية أكثر مما خدمها مدعي «الممانعة والمقاومة»، والذين على مدى سنوات لم يخدموا القضية بأي شيء يذكره التاريخ ويسجله، إلا شعارات مطاطة لا تخدم القضية الفلسطينية، بل تعقدها وتزدريها بشكل مؤسف.
إقرأ المزيد