أخبار السياسة المحلية

رئيس جنوب افريقيا يبحث مع قيادة صمود سبل إنهاء الحرب في السودان

بريتوريا – صقر الجديان

التقى وفد من قيادة تحالف القوى المدنية في السودان (صمود) برئاسة الدكتور عبد الله حمدوك، الجمعة، الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا في القصر الرئاسي بالعاصمة بريتوريا، وذلك لبحث سبل وقف الحرب الدائرة في البلاد وإنهاء الأزمة الإنسانية المتفاقمة.

وضم الاجتماع من الجانب الجنوب أفريقي وزير الخارجية رونالد لامولا وفريقاً من مكتب الرئيس، بينما شمل وفد “صمود” كلًا من ياسر عرمان، رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان – التيار الثوري الديمقراطي، وبابكر فيصل، رئيس التجمع الاتحادي، وعمر مانيس، وزيرة شؤون مجلس الوزراء السابق، وبكري الجاك، الناطق الرسمي باسم التحالف.

وفي تصريح من بريتوريا، أفاد عرمان بأن المباحثات تناولت آليات وقف الحرب، وحماية المدنيين، والوصول إلى اتفاق إنساني لوقف إطلاق النار، تمهيداً لبناء سودان جديد ينهي عقوداً من الصراعات.

وأضاف ان اللقاء تناول الدور الهام الذي يمكن أن تلعبه جنوب أفريقيا، نظراً لثقلها في القارة ومكانتها الدولية، في حشد الجهود داخل مجلس الأمن والسلم الأفريقي ومجلس الأمن الدولي.

وأكد الطرفان على ضرورة التواصل الفعال مع المنابر والمبادرات العربية والأفريقية المختلفة، ودول الجوار، والمجتمع الدولي، لمواجهة الكارثة الإنسانية التي أسفرت عن نزوح ولجوء ما يقارب من ١٥ مليون سوداني، والحفاظ على وحدة السودان وسيادته.

وأشار عرمان إلى أن وفد القوى المدنية السودانية شدد على ان الحرب الحالية تهدف إلى “تصفية ثورة ديسمبر” وقطع الطريق أمام التحول المدني الديمقراطي الذي كان ينشده الشعب السوداني.

رامافوزا: مأساة السودان في قلوبنا

من جانبه، أعرب الرئيس سيريل رامافوزا عن أسفه العميق لما يشهده السودان من تدمير للشعب والمؤسسات والبنية التحتية. وقال في لقاء وصف بالشفاف والمؤثر: “نشعر بأن هناك شيئاً ناقصاً في عملنا دون مخاطبة قضية السودان”.

وأكد رامافوزا على العلاقات التاريخية العميقة التي تربط البلدين، مشيراً إلى دعم الشعب السوداني لنضال جنوب أفريقيا ضد الفصل العنصري، واستضافة الزعيم نيلسون مانديلا في الستينيات ومنحه جواز سفر سودانياً.

وأضاف: “البحث عن السلام هو جزء من الحمض النووي لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي وشعب جنوب أفريقيا”، متعهداً بأن بلاده ستبذل كل طاقاتها للمساهمة في تحقيق السلام وإعادة بناء السودان.

وكشف الرئيس الجنوب أفريقي عن وجود اتصالات مع أطراف النزاع، مؤكداً أن حكومته ستهتم على أعلى المستويات بتحقيق السلام في السودان ودولة جنوب السودان على حد سواء.

إعادة الإعمار والتدخلات الخارجية

وشدد الرئيس رامافوزا على أن البحث عن وقف الحرب يجب أن يتزامن مع التفكير في كيفية حشد الموارد لإعادة إعمار السودان، معرباً عن انزعاجه من حجم الدمار الذي طال موارد البلاد الحيوية.

وأشار إلى أن الحرب في السودان تشهد تدخلات خارجية، وأن جنوب أفريقيا ستعمل على مواجهة هذه التحديات.

ويأتي هذا اللقاء في وقت تبرز فيه جنوب أفريقيا كلاعب مهم على الساحة الدولية، حيث كان الرئيس رامافوزا هو القائد الأفريقي الوحيد الذي دُعي لحضور قمة مجموعة السبع (G7) التي عقدت مؤخراً في كندا.

ومن المقرر أن يواصل وفد “صمود” لقاءاته في جنوب أفريقيا مع قادة التحالف الديمقراطي الحاكم وممثلي الجاليات السودانية المناهضة للحرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى