سوء إدارة يكلف مصنع التكامل للأسمنت خسائر مليارية
الخرطوم – صقر الجديان
حال مصنع التكامل للأسمنت أصبح مثل حال أمريكا، بعد دخول فايروس كورونا إلى اراضي الترسانة العسكرية والقنابل النووية، والصواريخ المدمرة، نعم مثل الحال بالظبط، لم تجدي نفعاً كل هذه الترسانات في مجابهة هذا الفيروس اللعين، الذي جعل كل الولايات والمدن، عبارة عن أشباح، وحرب عالمية ثالثه لم تلقى لها الدول العظمي بالاً.
حال مصنع التكامل بقوته وجبروته ومخابراته المصرية ودعم الحكومة السودانية ووزرائها ومكتب عملها وأمنها، لم تستطع، الوقوف في وجه العامل البسيط، الذي ثار من أجل لقمة العيش ومن أجل المعاشيين والغلابه، فالعامل البسيط هو ذلك الفيروس أو الحشرة المقززة في نظر المسؤولين، نعم هو عبارة جربوع يمكن قتله عن طريق مكتب العمل أو الفصل التعسفي، وإستبداله بجربوع آخر، لكن هذا الجربوع أصبح عائقاً حقيقياً الآن، وعجزت كل الشخصيات النافذة في حل مشكلة الجربوع النتن هذا في نظر الإدارة (مع إحترامي لشرفاء بلدي).
ورغم كل المحاولات البائسة لحل القضية، على حساب العامل البسيط، باءت بالفشل، وما زال الجربوع صامداً، لا تهزه رياح الفاسدين والمتغطرسين، وعازم على المضئ قدماً في غياهب ظلمات مكاتب وزيرة العمل ودهاليز الضمان الإجتماعي وقلعة أحمد هيكل، نعم فايروس أو جربوع، بأمر الله نزل وبأمر الله سيرفع.
غطرسة اسيك تجعلها تتكبد خسائر بالمليارات، بعد فشلها في تشغيل مصنع التكامل للأسمنت لمدة شهر وعجز في الإنتاج يعادل 90 ألف طن أسمنت، أي ما يعادل 900 مليار، وتكاليف وقود باليوم الواحد 400 طن في حساب الطن الواحد 50 مليون بالقديم، ورواتب تيم اسيك 170 ألف دولار بالشهر الواحد، ورواتب (الجرابيع) تعادل 143 الف دولار، وإسبيرات، وإلتزامات تجار، وتذاكر طيران، وصحة وعلاج، وآليات وهلم جرا.
نعم هذا هو الفيروس الحقيقي، الذي أتي بأمر الله، الذي أُغلقت من أجله المعابر، وتأرجحت بقدرته عقول فحول الرجال، وأصبح واقعاً يوجب الحجر الصحي بالشرطة السودانية وجبروت مكتب العمل، لكن نفاد أجهزة التنفس الإصطناعي، يجعل الفايروس ينتشر كالنار في الهشيم.
فمن يقف في وجه هذا الفيروس، نعم فيروس ليس له علاج، إلا الجلوس معه في طاوله واحده ولبس بزازة(الجربوع) لحل القضية وإيقاف نزيف خسارة المصنع، لكن الهروب لا يجدي نفعاً، والتعنت يزيد الطين بله، والغرور والمكابرة، يعني نهاية أسمنت صخر السودان بالسوق السودانية.
أيها المسؤولون، أيها المتغطرسون، أيها المصريون أصحاب الخطط العبقرية، أيها الغافلون، ألم تعو الدرس بعد؟!! ألم تعلموا ان الله يضع سره في أضعف خلقه، ألم تعملوا ان لكل ظالم نهاية، ألم تعلموا ان النمرود قتل بناموسه، وأن ترمب، حاليا يستجدي بالصين لتوفير كمامات.
ضعو اقلامكم وبارحوا مكاتبكم وادأنزلوا من والفارهات، وأجلسوا في طاولة المفاوضات وأسمعوا من (الجربوع)، لتدمع أعينكم من الظلم الذي تعرض له (من رواتب وهميه لا تكفى لإيجار منزل من الطين، ووجبات جربوعيه لا تسد رمغات الجوع والعطش، وسكنات فئران ليس بها خصوصية، وحوافز لا تكفى لكيس خضار).
ما الذي يخسره العاملون، وما الذي، يجنيه المسؤولون. بالأمس القريب أتت بادرة غريبه، ان بيوت هؤلاء المساكين ستغفل وان المهندسين هم السبب في ذلك، ليتعهد 60 مهندسا على الإستقالة الجماعية، بسبب رد المظالم إلى أهلها.
نعم القضية ليست قضية فني أو مهندس، أو قضية مدير أو غفير، القضية قضية معاشيين، كتب لها المولى عز وجل هذا السيناريو، فهل من مدرك!!!!!
{ سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم، حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد}.
صدق الله العظيم