عام على اتفاق جوبا.. السودان “يتحسس” السلام
الخرطوم – صقر الجديان
كشفت قيادات الجبهة الثورية بالسودان، لـ”العين الإخبارية”، عن رؤيتها لما تحقق من اتفاق جوبا للسلام، وذلك بعد مرور عام على توقيعه.
وأجمع قيادات الجبهة الثورية السودانية، على أن الذي تحقق من اتفاق جوبا بعد مرور عام “قليل جدا”، بينما اعتبر البعض أن ما تحقق اقتصر على المشاركة في الحكم.
وقف إطلاق النار
وقال نائب رئيس حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي، صلاح أبو السرة، إنه “بعد مرور عام اقتصر ما تحقق من اتفاق جوبا للسلام على المشاركة في الحكم سياديا وتنفيذيا”.
واتهم أبو السرة الحكومة الانتقالية “بالبطء في تنفيذ الاتفاق خاصة الترتيبات الأمنية ودمج قوات حركات الكفاح المسلح في القوات المسلحة، بجانب تأخير تشكيل المفوضيات والعمل على إعمار المناطق المرتبطة بعودة النازحين واللاجئين في دول الجوار”.
وأكد وجود “إشكاليات حقيقية قد حدثت في المسارات المختلفة للاتفاق”، وأضاف أنه “بعد مرور عام على الاتفاق لم يتحقق السلام في مناطق: جنوب النيل الأزرق، وكردفان، ودارفور”.
من جانبه، قال مقرر الجبهة الثورية الدكتور محمد زكريا إن “الإنجاز الأكبر الذي تحقق بعد مرور عام على الاتفاق، تمثل في إسكات صوت البندقية وحفظ الأرواح التي كانت تقتل في السابق”.
وأوضح زكريا ، أن الاتفاق يمثل معالجة لكل الأسئلة الصعبة التي دفعت العديد من الأطراف لحمل السلاح، مبينا أن الاتفاق قدم الإجابات الشافية لكل القضايا .
وأشار إلى “البدء في برامج الترتيبات الأمنية وعودة النازحين، وتنفيذ البنود الخاصة بإصلاح الخدمة المدنية، وتعديل نسبها بالتمييز الإيجابي للمناطق المتضررة بالنزاع ، لافتا إلى أن “توقيع اتفاق السلام فتح الباب لتشريعات عديدة لتري النور منها تشريعات مفوضية العدالة، مفوضية مكافحة الفساد”.
قليل جدا
بينما اعتبر وزير التنمية العمرانية والقيادي بقوى تجمع تحرير السودان عبدالله يحيي، أنه بعد مرور عام كامل على توقيع اتفاقية، ما تم تحقيقه في بنود الاتفاقية “قليل جدا”.
وأكد أن “بند الترتيبات الأمنية لم يبارح مكانه حتى الآن، وكذلك آليات تنفيذ الاتفاق لم تشكل بعد”، مشيرا إلى أنه “رغم ذلك يحدونا الأمل في أن تتحسن الأحوال ويتمتع السودان بالسلام”.
على صعيد متصل، حيا الناطق باسم تحالف الحرية والتغيير، جعفر حسن الشعب السوداني على مرور عام على توقيع اتفاق جوبا، واعتبر أن الاتفاق بداية للاستقرار الكبير الذي نشهده حاليا في البلاد.
وأوضح أن “هناك بعض الإنجازات قد تحققت، وأخرى لم تتحقق حتى الآن”، مضيفا أن “أهم الإنجازات تمثل إيقاف إطلاق النار في دارفور، مما يدل على عدم وجود حركات مسلحة بالإقليم تقوم بمحاربة الدولة”.
وأشار إلى أن أطراف العملية السلمية أصبحوا شركاء في صنع القرار على كل مستويات الدولة السودانية.
غير أنه أشار إلى “وجود بعض التحديات التي تحتاج إلى مراجعة منها ملف الترتيبات الأمنية، والذي يعتبر من أهم الملفات، بجانب عودة النازحين واللاجئين، وتخصيص ميزانيات اتفاق جوبا المتعثرة”، مؤكدا أن عدم تنفيذ بعض البنود فيها أسباب غير منطقية.
ووقعت الحكومة السودانية وحركات الكفاح المسلح الجبهة الثورية على اتفاق جوبا لسلام السودان في الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي.
وطوى الاتفاق دوامة من الحروب والنزاعات امتدت لسنوات طويلة في مناطق دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، وخلفت آلاف الضحايا ونحو 3 ملايين لاجئ ونازح داخل وخارج البلاد.
وتسعى الاتفاقية إلى إصلاح المؤسسة العسكرية بالسودان من خلال عمليات دمج قوات الحركات المسلحة الواردة في بند الترتيبات الأمنية، بحيث سيتم تبادل للخبراء بين العسكريين القدامى والجدد.
وشملت الاتفاقية المبرمة في اتفاق جوبا، 8 بروتوكولات متعلقة بإقليم دارفور، وواحدا خاصا بمنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان اللتين تشهدان نزاعا مسلحا منذ عام 2011، بجانب بروتوكولات خاصة بشرق ووسط وشمال السودان.
وأقرت الاتفاقية إشراك أطراف السلام من المعارضة المسلحة في جميع مستويات السلطة الانتقالية، ودمج قوات الحركات في الجيش السوداني، وفق بروتوكول الترتيبات الأمنية، بجانب تعويض ضحايا الحرب وإعادة توطين النازحين واللاجئين.
ونص الاتفاق على أن تبدأ فترة السلطة الانتقالية من تاريخ التوقيع عليه وتستمر لمدة 39 شهرا، وإعطاء الجبهة الثورية ثلاثة مقاعد بمجلس السيادة و5 مقاعد بمجلس الوزراء و75 مقعدا في البرلمان من أصل 300 مقعد.
وتضم تنظيمات الجبهة الثورية ١٤ حركة مسلحة ابرزها تحرير السودان المجلس الانتقالي برئاسة د. الهادي إدريس، قوى تجمع تحرير السودان بقيادة الطاهر حجر ،الحركة الشعبية شمال بزعامة مالك عقار وتحالف السوداني بقيادة خميس ابكر .