مقالات الرأي

عبدالرحمن عمسيب.. هدف عكسي في شباك العنصرية

✍️ – صديق رمضان 

كأنما أراد عبدالرحمن عمسيب مصادرة فرحة الشعب السوداني بالانتصار الباهر لصقور الجديان على غانا بثنائية التش والغربال،باستفهاماته الغريبة واطروحاته الواهية التي سماها ثقافية وبيولوجية وغيرها من توهمات.

ورغم أنه شبّه منتخبنا الوطني بالمنتخب الفرنسي بدافع عنصري إلا أنه ودون أن يدرك فقد ناقض نفسه لجهة أن منتخب فرنسا هو نتاج لدولة تحتفي بالتنوع وتفسح المجال لاصحاب الموهبة بعيدا عن أي اعتبارات، وهذا ينسحب على منتخبنا القومي الذي يعشقه أهل السودان بكل سحناتهم،ويرتدي شعاره كل من يثبت جدارته بعيدا عن أي روافع اثنية.

ولأن عمسيب لايفقه عن الرياضة شيئا عاد عليه ما كتبه بعنصرية مقيته هدفا عكسيا في شباكه… وفشلت كل دفاعاته الواهنة في التصدي للهجوم الضاري الذي تعرض له من كل الجبهات لتكون الهزيمة التي تجرعها هي النتيجة الحتمية لكل من يسعى لتحقيق أجندة خبيثة على حساب شعب مهما باعدت بينه السياسة إلا أن ممسكات نسيجه الإجتماعي تظل أقوى وبمثابة المصدات التي تتكسر تحتها رياح التفرقة.

لقد اقحمت نفسك في كرة القدم وأنت تجهل دورها في توحيد وجدان أهل أرض النيلين، وفرحة الشعب السوداني أمس وشعوره بالفخر تؤكد أنها ليست رياضة وحسب بل تعبير عن انتماء وعشق للوطن ولكل من يحمل رايته ويدافع عنه بصدق وتجرد.

يعتقد عمسيب أن أفكاره ستجد أرضية خصبة حينما يكتب بعنصرية عن المنتخب الوطني، وأعتقد أنه قد تفاجأ بالتعليقات الكاسحة التي ذهبت في إتجاه واحد وهو رفض ما كتبه جملة وتفصيلا، ومن يقرأ ردود الأفعال يشعر بالغبطة وتتملكه قناعة راسخة مفادها أن هذا الشعب عظيم بكل ماتحمل الكلمة من معانٍ وعاشق لوطنه ولوحدته حد الوله.

عمسيب ولجهله بكرة القدم لايعرف أن الجمهور حينما كان يهتف للراحل والي الدين محمد عبدالله ويتمايل طربا لمراوغاته لم يفعل ذلك على أساس القبيلة بل لأن الرياضة سلوك إنساني سامٍ، وعندما كان الجمهور يحمل الملك فيصل العجب على الأعناق كان يفعل ذلك لأنه يهديهم لحظات من السعادة، وعندما كان يهتف لهيثم مصطفى “سيدا سيدا” لم يسأل عن قبيلته لأن هذا جهل لايعرفه أهل الرياضة،وحينما أحرز التش أمس الهدف الاول واردفه الغربال بالهدف الثاني هتف الجمهور داخل وخارج الملعب “فوق فوق سودانا فوق” وهذه هي الفطرة السليمة تجاه الأوطان.

كان الجمهور يستقبل صلاح ادريس، الطيب عبدالله، جمال الوالي، عبدالله الطيب، محمد الياس محجوب، مهدي الفكي،معتصم جعفر، كمال شداد، اشرف الكاردينال وغيرهم من إداريين بكل ترحاب وحُب ولم يسبق أن سأل عن انتماءاتهم الاثنية فهذه جاهلية يترفع عنها أهل الرياضة لأنهم على درجة عالية من الوعي لادراكهم ماهية الرياضة التي لا مكان فيها للاحقاد والأمراض والكراهية والعنصرية،يتنفسونها عشقا واحتراما، ويمارسونها لاعبون، وإداريون وجمهور بذات تنوعنا الجميل الذي ينصهر في بوتقة هذا المجتمع النقى الذي يُعبر عن السودان بكل اقاليمه وسحناته.

اكتب في السياسة كما تشاء فهذا شأن يخصك،ولكن الرياضة عامة وكرة القدم خاصة والمنتخب الوطني أكثر خصوصية مجتمعها مُحصن ضد ترهاتك ولن تجد من يناصرك بل سيتصدي لك الجميع.

عليك بقراءة التعليقات على ماكتبت حول المنتخب الوطني ولو كنت صادقا مع نفسك لوصلت إلى قناعة انك ارتكبت خطأ فادحا وسقطة لا تغتفر، نعم لن تعتذر ولن تشعر بتأنيب ضمير وستأخذك العزة الجوفاء بالإثم ، ولكن يكفي المنتخب الوطني فخرا أن من تتوهم بأنك تحارب من اجلهم كانوا هم من تصدوا لك وهذه رسالة عميقة ألا ليتك تستوعبها مليا.

خارج النص

كنت لاعبا مغمورا في عدد من أندية الدوري الممتاز، وما تعلمته خلال 20 عاما من الركض خلف الساحرة المستديرة كثير جدا وأبرزه أن هذه الأرض لنا جميعا، وأن تنوعنا سبب جمال مجتمعنا، وأن الرياضة تهذّب النفوس وتسمو بها وهذا حال كل جمهور الرياضة في السودان الذي رفض بوعي عميق ووطنية حقيقية ما كتبه عمسيب بحق المنتخب الوطني.

بالمناسبة ياعمسيب اظنك تعرف جيدا جذور الدكتور معتصم جعفر رئيس الاتحاد العام لكرة القدم، هل تعلم بأننا في الجزيرة نفتخر به وأن أهل الشرق والغرب والشمال والوسط جميعهم اتفقوا على أن يقود الكرة السودانية، هل تعرف لماذا، فقط لأنه متجرد ويقدم بسخاء للرياضة ولانه مهذب فقد وسع الناس باخلاقه، وهل تعلم أن ابرز مساعديه ابن نيالا الرجل الهميم أسامة عطا المنان؟ ..

عمسيب أفضل لك أن تكتب بعيداً عن الرياضة..
“شهرا ماعندك فيهو نفقة ماتعد أيامه”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى