عميل قطر بالصومال فهد ياسين.. أدوار مسمومة لنشر الإرهاب والفساد
اختلس رواتب الجنود وحاول تسريحهم
مقديشو – صقر الجديان
تشكل السيطرة المطلقة لعميل قطر الإرهابي فهد ياسين على مقاليد أهم الأجهزة الأمنية في الصومال تهديدا حقيقيا لوحدة وأمن هذا البلد الواقع في شرق قارة أفريقيا.
ونفذ جنود من المخابرات الصومالية، الأربعاء، عصيانا عسكريا احتجاجا على اختلاس رواتبهم من قبل رئيس الجهاز فهد ياسين، ومحاولة تسريحهم بشكل مخالف للقانون.
وأكد مراقبون ومحللون أن الأوضاع الأمنية والسياسية في الصومال في طريقها للانفجار بشكل عنيف عما حدث في السابق، مع استمرار ياسين في تصفية حساباته السياسية، مع المناوئين لسيطرته على مقاليد الأجهزة الأمنية في البلاد، وإشعال الصراعات داخل المؤسسات وإقصاء الخصوم السياسيين، وشراء ذمم النواب في البرلمان وبعض شيوخ العشائر بالأموال القطرية وتدجين قيادات الشرطة والجيش.
وإلى جانب ذلك يعبث فهد ياسين مصير البلاد مع تزايد الأموال القطرية التي تضخ في حساباته من كينيا حيث يدير -حسب مصادر مطلعة – شركات متعددة لغسيل الأموال وبيع السلاح، بجانب تمويل أنشطة إرهابية مريبة في مناطق متعددة في داخل الصومال.
إمبراطورية أمنية بالفساد
وأكد الكاتب الزمزمي البشير عبد المحمود، المختص بشؤون القرن الإفريقي، أنه لا يستبعد أن يسعى فهد ياسين إلى خلق امبراطورية أمنية لنفسه في الصومال، ويقوم بإنشاء شركات أمنية معتمدا على الأموال القطرية، ومستغلا فقر شباب الصومال وحاجتهم للمال والعمل لضرب المؤسسات الأمنية لصالح أجندته الخاصة.
تحدث تقرير نشرته صحيفة “صوما تايمز” الشهر الماضي أن جهاز الأمن والاستخبارات تحت قيادة ياسين تحول إلى مرتع للإرهابين من قيادات حركة الشباب التي تعمل بشكل وثيق مع ياسين في تنفيذ هجمات إرهابية ضد المدنيين الصوماليين في مدن البلاد, وتقوم باستهداف البعثات الدولية.
وأكد أن كل تلك المخططات وجدت دعما إعلاميا واستخباراتيا من قطر التي احتفت بطرد المبعوث الأممي.
تحقيق أممي
على صعيد متصل كشفت مصادر أمنية أن الأمم المتحدة بدأت التحقيق في سجلات فهد ياسين الإرهابية وارتباطته السابق بحركة ما يمسى” الجهاد” التابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي وقيامه بتجنيد أكثر 2000 شاب صومالي واستهدافه للبعثة الأممية.
وأكدت المصادر أن عددا من الدول الإفريقية أبرزها كينيا التي ترفض التعاون مع جهاز الأمن والمخابرات الحالي لوجود ياسين على سدة قيادته.
وقال الكاتب والمحلل السياسي الصومالي محمد نور سيدو، إن التخريب الذي طال المؤسسات الصومالية الحالية بسبب تواجد ياسين على سدة جهاز الأمن والمخابرات سيشعل دورة الصراعات الأهلية القبلية في الصومال.
وأضاف نور سيدو أن تحركات ياسين ستؤدي إلى تهديد الأمن الإقليمي ما لم تحدث تدخلات دولية وإقليمية تقود إلى عزله ومحاكمتة دوليا قبل أن تنحدر الأوضاع في الصومال إلى الأسوء.
وفي أغسطس/ آب قبل الماضي، عيّن الرئيس محمد عبد الله فرماجو، فهد ياسين مدير القصر الرئاسي ونائبا لرئيس جهاز المخابرات، خلفا للواء عبد الله عبد الله، وذلك في مرسوم رئاسي شمل عدة تغييرات في الجيش والمخابرات والشرطة.
ياسين الذي يشغل أعلى المناصب في الصومال، بدأ حياته عضوا نشطا في جماعة «الاعتصام» السلفية الجهادية، ثم التحق بتنظيم الإخوان الإرهابي.
كما أقام علاقات قوية مع يوسف القرضاوي، ليكون بعد ذلك وسيط التمويلات بين نظام الدوحة والجماعات الإرهابية في الصومال، قبل أن يصبح رئيسا لديوان الرئاسة في مقديشو في مايو 2017.
وفي 2013 أصبح رئيسا لمكتب مركز “الجزيرة” للدراسات في شرق أفريقيا، إلى جانب إدارته للقصر الرئاسي، ما جعل المراقبين يصفونه بأنه الشخص الأكثر تأثيرا في الساحة السياسية الصومالية في الوقت الحالي، ومنفذ سياسات نظام الدوحة في البلاد.