فولكر يندد بانتهاكات الأطراف المتقاتلة في السودان ويقول إن الأولوية لوقف الحرب
بورتسودان – صقر الجديان
قال رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال في السودان فولكر بيرتس إن التركيز الأكبر حاليا ينصب على الوصول لوقف إطلاق النار بين الأطراف المتقاتلة وإيصال المساعدات الإنسانية ثم الانتقال لعملية سياسية جديدة، منددا بالانتهاكات التي ترتكبها الأطراف المتصارعة.
ودخلت المواجهات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شهرها الثاني دون بوادر لحسم المعارك المتصاعدة على الأرض والتي خلفت أوضاعا إنسانية بالغة التعقيد كما حصدت الحرب أكثر من 600 قتيل وآلاف الجرحى علاوة على نزوح عشرات الآلاف من العاصمة الخرطوم ومدن في دارفور.
وبدأت في جدة الأسبوع الماضي مفاوضات غير مباشرة بين وفدين من الجيش والدعم السريع بوساطة سعودية أميركية أنتجت اتفاق مبادئ للتعامل مع الأوضاع الإنسانية وحماية المدنيين دون أن يتضمن وقفا للقتال.
وقال فولكر بيرتس في مقابلة نشرتها “سودان تربيون” بمقر إقامته في بور تسودان الثلاثاء، إن ” الأولوية حاليا لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب وإيصال الإمدادات الإنسانية، ومن ثم العودة إلى حوار سياسي جديد”.
وشدد على أنهم في الأمم المتحدة يدعمون التحركات السعودية الأميركية في هذا الاتجاه برغم عدم تواجدهم بمقر المفاوضات.
وأضاف “نحن على اتصال مع قادة أطراف الصراع وبالوقت ذاته مع القوى المدنية من كل الجهات السياسية لأنه إذا تم اتفاق وقف إطلاق النار فالقوى المدنية ستكون لها أهمية كبيرة في مراقبته”.
وبرر بيرتس غيابه عن مفاوضات جدة بأن الوسطاء الأميركيين والسعوديين قالوا إنها ” محادثات فنية عسكرية قبل المفاوضات”، وأكد في ذات الوقت إسهام المنظمة الدولية في هذه الجولة بتقديم أوراق.
وأردف ” لكن من هذا الأسبوع، سيُشارك مسؤولين من مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة في السودان “اوتشا” في تحديد تفاصيل وقف إطلاق نار إنساني، وتفصيل المطلوب من الوكالات الإنسانية والمنظمات غير الحكومية الدولية لإمداد المواطنين المتضررين بالمساعدات وكذلك المشافي والمراكز الصحية”.
وأعلن بيرتس اعتزامه التوجه خلال يومين إلى أديس أبابا للتنسيق مع الاتحاد الإفريقي وإيقاد في سياق الآلية الثلاثية التي تعمل كذلك لتسهيل حل الأزمة السودانية ، مؤكدا أن الآلية تنسق بفاعلية مع كل المبادرات الرامية لإنهاء الأزمة في السودان وتسريع الترتيب لوقف إطلاق النار.
ولفت في هذا السياق لتحركات مفوضية الاتحاد الأفريقي ممثلة في رئيسها موسى فكي الذي دعا لأكثر من اجتماع إقليمي ودولي علاوة على مساعي الرئيس التنفيذي لايقاد ومسؤولي الجامعة العربية، فضلا عن مشاركات لوزراء خارجية مصر وفرنسا والولايات المتحدة ودول أخرى، مضيفا ” الآلية الثلاثية في قلب هذه المبادرات كون رئيس الاتحاد الإفريقي ناشطاً في هذا الموضوع ونحن كأمم متحدة ناشطين كذلك ما سيحدث هو تنسيق بين هذه المبادرات المختلفة لترتيب الجهود وصولا للهدف المشترك وهو أولاً وقف إطلاق نار فوري وبعدها إنهاء الحرب، فالعودة إلى الانتقال لحكم مدني ثابت القاعدة”.
ونبه المسؤول الاممي إلى أن كل من هذه المراحل قد تحتاج إلى فاعلين مختلفين لقيادتها والتعاون والتنسيق وإدخال خبرة معينة إلى العملية ،لكنه لفت إلى أن التجارب تشير إلى أن التنسيق بين أكثر من اثنين أو ثلاث جهات فاعلة يواجه تحديات واستدرك قائلا ” لكنه يبقى ممكنا”.
تنديد بالانتهاكات
وتجنب فولكر بيرتس تحميل أي من الأطراف المتحاربة مسؤولية خرق الهدن الإنسانية المعلنة خلال الأسابيع الماضية قائلا ” لا نستطيع إدانة طرف ، نحن ندين الأفعال وقتل الأبرياء، واستهداف المشافي والمناطق السكنية”.
وأردف” نحن ندين الضرب العشوائي لمناطق سكنية واستخدام المرافق الصحية كملجأ للمقاتلين وندين خرق الحصانة الدبلوماسية بنهب مقرات الدبلوماسيين،لكن بالدرجة الأولى ندين الاعتداء على حياة الناس التي أدت إلى هذه الظروف الإنسانية الكارثية في الخرطوم وبعض المناطق الأخرى”.
وشدد على ان وقف إطلاق النار يبقى الأولوية الرئيسية لمساعيهم والشركاء الدوليين لتجنب نتائج أكثر خطورة
وردا على سؤال بشأن فرص حل الأزمة ما اذا كانت عسكرية أم سياسية قال فولكر بيرتس إن الطرفين خلال الأسابيع الأولى للاشتباكات كانا يتحدثان عن حسم عسكري ، لكنهما أدركا ان ذلك غير وارد بعد أكثر من شهر على بدء الحرب.
وأضاف ” أقول للطرفين أنه حتى لو انتصرتم عسكريا بعد مرحلة طويلة قد تفقدون البلد حتى لو انتصرتم. فلذلك الحل السياسي – بالأحرى الحل عن طريق المفاوضات – هو المفضل لدى الأمم المتحدة و للمواطنين السودانيين”.