قائد بعثة السودان: أنقذنا حياة 16 شخصا في زلزال تركيا (مقابلة)
قائد فريق البحث والإنقاذ السوداني أحمد المطري، للأناضول: ما شاهدناه يفوق كل ما تلقيناه من معلومات وتقارير، حيث كان المنظر فظيعا جدا وحجم الضرر كان كبيرا
الخرطوم – صقر الجديان
نجح فريق البحث والإنقاذ السوداني في إخراج 16 شخصا من تحت الأنقاض خلال أسبوع من مشاركته في إغاثة منكوبي الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا في 6 فبراير/ شباط الجاري.
وفي حديث نشرته وكالة الأناضول، قال قائد بعثة الفريق السوداني العميد المطري أحمد المطري، إن بلاده أوفدت إلى تركيا فريقا إغاثيا من 40 شخصا للمشاركة في إغاثة منكوبي الزلزال.
وأوضح أن الفريق توجه إلى تركيا بعد 5 أيام من وقوع الزلزال عبر طائرة شحن حطت بولاية غازي عنتاب، ومنها انتقل إلى جارتها أدي يامان، حيث باشر على الفور أعمال البحث والإنقاذ.
وأشار المطري أن الفريق اطلع على الأوضاع أولا من خلال شاشات التلفزة، وتلقى لاحقا معلومات إضافية عبر السفارة التركية في الخرطوم.
وواصفا الحالة الإنسانية في أدي يامان قال: “ما شاهدناه يفوق كل ما تلقيناه من معلومات وتقارير، حيث كان المنظر فظيعا جدا وحجم الضرر هائلا وعدد المباني المنهارة والمتضررة كبيرا جدا”.
ولفت المطري إلى أنه رغم مشاركة الفريق السوداني في أعمال البحث بعد 100 ساعة من وقوع الزلزال، إلا أنه تمكن من إنقاذ 3 أشخاص في أول يوم له.
وأضاف: “في اليوم الثاني كذلك استطعنا وبفضل الله إنقاذ شخصين، بالإضافة إلى انتشال جثامين 17 شخصا قضوا تحت الركام”.
وأفاد المطري بأن استخدام الفريق لأجهزة رادار لرصد نبضات القلب، ساهم وبشكل كبير في الوصول إلى الناجين وانتشالهم من تحت الأنقاض.
وقال إن الفريق السوداني وبالتعاون مع فرق إدارة الكوارث والطوارئ التركية “آفاد” وقوات الجيش التركي تمكن من إنقاذ حياة 11 شخصا آخرين.
** حفاوة وترحيب
وعن حيثيات عمل الفريق، لم يخف المطري الحفاوة والترحيب الكبيرين التي حظي بها السودانيون من قبل الشعب التركي ابتداء من لحظة وصوله وحتى مغادرته.
وأضاف: “أحاطونا بحفاوة تفوق الوصف، حيث تعامل الإخوة الأتراك معنا بود فائق في موقع سكننا، ولاقينا ذات الود الكبير في موقع تناول الوجبات أيضا، وذات الحفاوة لاقيناها حين ودعودنا إلى بلادنا”.
وأعرب المطري عن تبادل السودانيين الود والتقدير ذاته مع الشعب التركي قائلا: “لم يكن عملنا سهلا، ولكن التنسيق كان في أعلى المستويات، حيث أبدى الشعب التركي دعمه لنا في كافة القضايا وفتح باب الترحيب أمامنا على مصراعيه”.
وفي الختام، دعا المطري الله أن يتغمد الضحايا بالرحمة، معزيا تركيا حكومة وشعبا في مصابهم الأليم، وقال: “نتمنى ألا يريهم الله مكروها في عزيز”.
وفي 6 فبراير ضرب زلزال مزدوج جنوبي تركيا، الأول بقوة 7.7 درجات، والثاني بقوة 7.6، تبعهما آلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات.