قصف مكثف على الفاشر وقرار بوقف جميع «التكايا»
الفاشر – صقر الجديان
شنت قوات الدعم السريع، الاثنين، قصفًا كثيفًا على الفاشر بولاية شمال دارفور بالتزامن مع تجدد المعارك، مما أجبر القائمين على أمر التكايا التي تقدم الطعام لآلاف العالقين على التوقف.
وظلت الدعم السريع، خلال الأسابيع الأخيرة، تقصف بالمدافع والطيران المسيّر أحياء الفاشر ومخيم أبو شوك للنازحين، مما أدى إلى مقتل أعداد كبيرة من المدنيين وتدمير مصادر المياه ومرافق الرعاية الصحية.
وقالت مصادر محلية إن “مدينة الفاشر شهدت اشتباكات عنيفة بين الدعم السريع والجيش وحلفائه، في الجزء الشمالي والشرقي، استخدمت فيها كافة أنواع الأسلحة”.
وأشارت إلى أن الدعم السريع شنت قصفًا مكثفًا عبر المدافع والطائرات المسيّرة على مواقع مدنية وعسكرية تابعة للجيش والقوة المشتركة، قبل أن تنفذ القوات هجومًا بريًا عبر محور بوابة مليط المحاذي لمعسكر أبو شوك علاوة على محيط سوق الفاشر الكبير.
وأفادت المصادر بأن الجيش والمجموعات المتحالفة معه تصدوا للهجوم.
وأفاد الشهود أن مدفعية الجيش المنطلقة من قواعده غربي المدينة قصفت مواقع انتشار الدعم السريع في شرق وجنوب وغرب مدينة الفاشر، نتج عنه تصاعد كبير للدخان وانفجارات قوية.
إلى ذلك، أعلن الناشط الطوعي والمُشرف على مبادرة إطعام سكان الفاشر محي الدين شوقار عن توقف كامل المطابخ المجانية التي تقدم الطعام مجانًا لآلاف العالقين في المدينة حفاظًا على أرواح المواطنين والعاملين في غرف الطوارئ بسبب القصف العشوائي الذي تنفذه قوات الدعم السريع على مراكز الإيواء.
وأكدت تنسيقية لجان مقاومة مدينة الفاشر، في بيان، توقف عمل التكايا، مشددة على أن التوقف “لم يكن مجرد قرار إداري بل كان صرخة ألم من قلب مدينة جريحة لم تعد قادرة على تحمل المزيد”.
وأضافت: “توقف الوجبات يعني أن بطونًا ستجوع أكثر وأن الكبار والصغار سيقضون ساعات طويلة في مواجهة قسوة الحرب والجوع معًا”.
وطالبت التنسيقية بضرورة الإسراع في فك الحصار المضروب على الفاشر.
ويعتمد الآلاف من المدنيين العالقين في مدينة الفاشر في الغذاء على المطابخ الجماعية التي تُقدم الطعام مجانًا، في ظل ندرة السلع الأساسية بسبب الحصار المتطاول الذي تفرضه قوات الدعم السريع على عاصمة إقليم دارفور لقرابة العام.