قيادات أهلية : نافذون في الحكومة يخططون لتهجير (الفلاتة)
الخرطوم – صقر الجديان
كشفت قيادات أهلية في إقليم دارفور الإثنين،عن مخططات تنفذها جهات نافذة في الحكومة لتهجير قبيلة “الفلاتة” من ولاية جنوب دارفور والسيطرة على أراضيهم الغنية بالمعادن خاصة الذهب والموارد الطبيعية الأخرى.
وشهدت محليات تلس وبرام بولاية جنوب دارفور يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين قتالا داميا بين قبيلتي الرزيقات والفلاتة بسبب مقتل ضابط برتبة الملازم يتبع لقوات الدعم السريع في طريق “سنقو الضعين” على يد مسلحين خلف أكثر من 60 قتيل ومئات الجرحى وفرار أعداد كبيرة من السكان.
وقال عضو تجمع أبناء الفلاتة أحمد عبد المجيد في مؤتمر صحفي عقد في الخرطوم الاثنين ، إن الصراع الدامي بين إثنيته والرزيقات بولاية جنوب دارفور مؤخراً خلف عشرات القتلى بينهم أعداد كبيرة من النساء والأطفال وكبار السن وكشف عن حرق نحو مائة منزل في منطقة سعدون العاصمة التاريخية للفلاتة مع تشريد نحو خمسمائة أسرة.
وانتقد تجاهل السلطات الرسمية للأزمة الإنسانية التي خلفها الصراع الدامي على مدار الأيام الماضية.
وكشف عما قال إنه” مخطط كبير لإخلاء المنطقة من سكانها والسيطرة عليها من آخرين لما تتمتع به المنطقة من موارد”.
ونوه لتصريحات والي جنوب دارفور حامد هنون التي هدد فيها بترحيل سكان هذه المناطق لمدينة نيالا حال استمرار الصراع.
واعتبر الحديث يكشف بشكل مفضوح عن مخطط الحكومة بشكل رسمي وهو إجلاء الفلاتة من مناطقهم بدءاً من قرى “سعدون”.
وأشار عبد المجيد لتجاهل السلطات العسكرية لوقف الاعتداءات على المواطنين العزل رغم تلقيهم معلومات استخباراتية مسبقة عن نوايا المهاجمين.
وتابع قائلاً ” توجد محاباة واضحة من الاستخبارات التي لديها علم مسبق بالأحداث ولم تحرك القوات لتشكل حائط صد بين المهاجمين والمواطنين الأبرياء”.
وأكد بأنهم والرزيقات ليس لديهم حدود جغرافية تجمع بينهم منوها أن الذين غاروا على مناطق الفلاتة قدموا من مناطق أبومطارق وعسلاية بولاية شرق دارفور فضلاً عن مجموعة موجودة في منطقة “ام ضو بان” توسع نفوذها خلال السنوات الماضية داخل أراضي تتبع للفلاتة.
وأضاف ” ما جرى هو إطماع واضحة ولكننا لن نسمح على الإطلاق بنزع أراضينا”.
واتهم الدعم السريع بالمشاركة المفضوحة في هذه الأحداث وأضاف ” ارتكبت هذه القوات انتهاكات واسعة وشاركت في هذا الصراع”.
ولفت أن شهود عيان وضحايا هذا النزاع أكدوا أن سيارات دفع رباعي تابعة للدعم السريع كانت مشاركة بجانب ضبط وثائق وبطاقات تتبع لهذه القوات.
ووصف المعركة التي خاضها أهله بأنها “غير متكافئة” استخدم فيها المهاجمون سلاح الدولة وأنتقد التوجيهات التي أصدرها حميدتي بحسم الصراع عسكرياً.
وتابع قائلاً ” هذه التصريحات تعيد إلى الأذهان سياسات النظام البائد في حرق القرى بالطائرات والتطهير العرقي والإبادة الجماعية التي ارتكبها في دارفور والنيل الأزرق وجبال النوبة”.
وتشهد دارفور بين الحين والآخر قتالا قبليا بسبب النزاع حول الموارد والمراعي وخلف هذا الصراع الدامي آلاف القتلى حيث تتهم الحكومة بالتقاعس عن اتخاذ تدابير وقائية لمنع تجدد أعمال العنف بين المكونات الاجتماعية
وفي الأثناء قال رئيس تجمع أبناء الفلاتة محمد صالح إدريس في ذات المؤتمر الصحفي إن ما حدث هو عمل سياسي مخطط له للاستيلاء على موارد مناطق قبيلته وطالب بسحب قوات الدعم السريع من دار الفلاتة واتهمها بالانحياز لقبيلة الرزيقات.
وأكد أن هذه القوات ساهمت في تفكيك النسيج الاجتماعي في دارفور ودعا لإقالة والي ولاية جنوب دارفور حامد التجاني هنون لتواطئه في الأحداث الأخيرة وتحييده للقوات النظامية الاخري لعدم قيامها بدورها في حماية المدنيين إلا بعد معركة اليوم الأول.
بدورها قالت عضو التجمع زينب علي إن الصراع الدامي الأخير هو صراع موارد هدفه السيطرة على مناطق إنتاج الذهب التي تقع داخل أراضي قبيلة “الفلاتة” وأضافت ” الصراع هو صراع نفوذ وحواكير وهؤلاء كلما سمعوا بأن هناك منطقة فيها ذهب ونحاس وغيرها من المعادن سارعوا للسيطرة عليها بقوة السلاح”.
واتهمت قوات الدعم السريع بعدم الحياد في تعاملها مع الأحداث وأشارت أن ضابط الدعم السريع الذي بسببه تفجرت هذه النزاعات قتل في موقع لا علاقة له بقبيلة “الفلاتة”.
وتابعت “هذا الضابط قتل نتيجة للصراع بين تجار المخدرات والذهب ولا علاقة للفلاتة بمقتله.
وأشارت للانتهاكات الواسعة التي تعرضت لها النساء والأطفال شملت القتل والتعذيب من قبل المجموعة المسلحة التي هجمت على مناطقهم.