كيف يغيّر التنويم المغناطيسي دماغك؟!
أظهرت دراسة أن التنويم المغناطيسي يغيّر الدماغ والطريقة التي يعالج بها المعلومات ويتسبب في تصرف المناطق العصبية بشكل مستقل عن بعضها البعض.
وقام باحثون من جامعة توركو في فنلندا، بدراسة دماغ شخص واحد “على نطاق واسع”، وكان معروفا باستجابته العالية للتنويم المغناطيسي.
واكتشف الفريق أن الطريقة التي يعالج بها دماغنا المعلومات تتغير بشكل أساسي أثناء التنويم المغناطيسي عند مقارنتها بـ “حالة اليقظة” الطبيعية.
وأوضحوا أنه خلال حالة اليقظة العادية، تتم معالجة المعلومات ومشاركتها بواسطة أجزاء مختلفة داخل دماغنا لتمكين الاستجابات المرنة للمنبهات الخارجية.
ومع ذلك، أثناء التنويم المغناطيسي، تحول الدماغ إلى حالة تتصرف فيها مناطق الدماغ الفردية بشكل أكثر استقلالية عن بعضها البعض، كما اكتشف فريق البحث.
وقرر الفريق التركيز على فرد واحد لأن لديهم بالفعل فهما عميقا لدماغهم من خلال دراسة سابقة مكثفة.
وشملت الدراسة عاملة مكتب تبلغ من العمر 51 عاما، وليس لها تاريخ من الأمراض العصبية، وشاركت في العديد من الدراسات السابقة.
وكانت المرأة مادة اختبار جيدة لأنها قادرة على تجربة مجموعة واسعة من الظواهر المعرفية المنومة، بما في ذلك الهلوسة السمعية والبصرية، الإيجابية والسلبية.
وأوضح الفريق أن “هذه الظواهر يمكن أيضا أن تحدث بعد التنويم المغناطيسي”.
وأجريت الدراسة من خلال تتبع كيفية انتشار التيار الكهربائي المستحث مغناطيسيا في جميع أنحاء الدماغ، أثناء التنويم المغناطيسي وحالة اليقظة الطبيعية.
واستخدمت هذه الطريقة سابقا لقياس التغيرات على مستوى النظام في الدماغ في حالات الوعي المختلفة، مثل التخدير والغيبوبة والنوم.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام مثل هذه الطريقة لتقييم التنويم المغناطيسي.
وأثناء الدراسة، جلست المشاركة وعيناها مغمضتان، إما منومة مغناطيسيا أو في حالة يقظة طبيعية.
وتم إحداث التنويم المغناطيسي عن طريق إشارة من كلمة واحدة، وكانت الظروف المختلفة متطابقة في جميع النواحي الأخرى.
وأوضح الباحثون أن “هذا سمح بالتحكم في التأثيرات المحتملة للإعداد التجريبي أو عوامل أخرى، مثل اليقظة”.
وتظهر النتائج أن الدماغ قد يعمل بشكل مختلف تماما أثناء التنويم المغناطيسي عند مقارنته بحالة اليقظة الطبيعية.
وأوضح الفريق أن هذا مثير للاهتمام لأن المدى الذي يؤدي به التنويم المغناطيسي إلى تعديل المعالجة العصبية، نوقش بشدة في هذا المجال.
وقال معد الدراسة، يارنو تومينين: “لا يمكن تعميم هذه النتائج قبل إجراء النسخ المتماثل على عينة أكبر من المشاركين”.
ومع ذلك، قال إنهم كانوا قادرين على إثبات “نوع التغييرات التي تحدث في النشاط العصبي للشخص الذي يتفاعل بشدة مع التنويم المغناطيسي بشكل خاص”.