لافروف في الخرطوم.. مناورة سياسية خاطفة من أجل “بورتسودان”
الخرطوم – صقر الجديان
بدأ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، زيارة إلى العاصمة السودانية الخرطوم، محملا بأجندة متنوعة تشمل ملف “القاعدة العسكرية”.
وكان في استقبال وزير الخارجية الروسي، بمطار الخرطوم، في وقت متأخر الأربعاء، وزير الخارجية السوداني علي الصادق، بحسب وكالة الأنباء السودانية.
وذكرت الوكالة السودانية أن لافروف سيجري خلال زيارته مباحثات مع نظيره السوداني يتناول فيها القضايا الثنائية التي تهدف إلى ترقية العلاقات وتعزيز التعاون بين البلدين.
كما سيلتقي وزير الخارجية الروسي، عددا من المسؤولين بالدولة، بحسب الوكالة التي لم تكشف بالتفاصيل أجندة لافروف.
فيما نقلت وكالة “تاس” عن وزارة الخارجية الروسية، أن لافروف من المقرر أن يلتقي رئيس مجلس السيادة السوداني، عبدالفتاح البرهان، ونائب رئيس مجلس السيادة، محمد حمدان دقلو.
4 ملفات رئيسية
بدورها، نقلت صحيفة سودان تربيون السودانية عن مسؤول حكومي قوله، إن ملف القاعدة الروسية في البحر الأحمر سيكون على رأس مباحثات وزير الخارجية الروسي.
وأشار المسؤول إلى وجود ترتيبات لمناقشة ملف القاعدة الروسية بين البرهان وقادة عسكريين بالجيش مع لافروف، خاصة وأن قادة الجيش أبدوا في وقت سابق موافقة على قيامها.
كما يناقش لافروف ضمن ملفات الزيارة كذلك، التفاوض بشأن تحويل التجارة بالعملات الوطنية بين البلدين، بجانب الاستثمارات الروسية ومسألة منحة الحبوب، والقمة الروسية الأفريقية.
ومن المنتظر عقد قمة روسية أفريقية في يوليو/تموز 2023 بموسكو، من المنتظر أن تشهد توقيع اتفاقيات للتعاون التجاري بالعملات الوطنية مع الدول الأفريقية.
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والرئيس السوداني المعزول عمر البشير، تفاوضوا على وجود بحري روسي ضمن قاعدة عسكرية على البحر الأحمر، في عام 2017.
وبعد الإطاحة بالبشير في عام 2019، تم تجميد الصفقة، قبل أن توقع وتنشر موسكو في أواخر عام 2020، من جانب واحد، نسخة من اتفاقية إنشاء القاعدة لمدة 25 عامًا في محاولة لدفع الخرطوم على إكمال الاتفاق.
الاتفاقية تسمح لموسكو بالاحتفاظ بما يصل إلى 4 سفن حربية على ساحل البحر الأحمر ضمن المياه السودانية، في مقابل تزويد روسيا، السودان بمعدات عسكرية ومساعدات حكومية أخرى.
مرحلة التجميد
ورغم ذلك، قال رئيس الأركان السوداني الفريق محمد عثمان الحسين، في صيف 2021، إن الاتفاق قيد المراجعة، مشيرًا إلى أن المجلس التشريعي المسؤول عن الموافقة على مثل هذه الإجراءات خلال الحكومة الانتقالية لم يتم تشكيله بعد، ما كان معناه دخول الصفقة حيز التجميد.
وبعد هذه التصريحات بأشهر قليلة، قال القائد العام للجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان، إن الخرطوم لديها “ملاحظات” على الاتفاق مع روسيا حول إنشاء قاعدة بحرية روسية في ميناء بورتسودان على البحر الأحمر، مضيفا أنه يجب معالجة هذه الملاحظات قبل المضي قدما في تنفيذ الاتفاق.
وأضاف في مقابلة مع موقع “سبوتنيك” الروسي: “لدينا اتفاق مع روسيا من ضمنه القاعدة، ونتحدث فيه باستمرار ولدينا بعض الملاحظات نحتاج إلى إزالتها، وملتزمون بالاتفاقيات الدولية وسنمضي في تنفيذه حتى النهاية”.
ولم تكشف السلطات السودانية حتى اليوم عن ملاحظاتها على الاتفاق وسبب تجميده.
مناورة سياسية
كما أن الاتفاق والجدل المصاحب له، دفع الولايات المتحدة الأمريكية للتقارب مع الخرطوم وفتح خط اتصال مع الجيش السوداني في محاولة لقطع الطريق على عملية بناء موسكو نفوذها في البلد الأفريقي.
وبدأت المحاولات الأمريكية في نهاية 2020، حين التقى الملحق الأميركي المقدم جاكوب داي، قائد القوات البحرية السودانية المكلف اللواء بحري حاج أحمد يوسف بابكر في القاعدة البحرية السودانية على البحر الأحمر وبحث معه سبل الدفع بالعلاقات العسكرية الثنائية.
فيما تشارك واشنطن ضمن آلية وساطة دولية، في الجهود الحالية لتقريب وجهات النظر بين العسكريين والمدنيين في السودان، في محاولة لتدشين مرحلة انتقالية جديدة وتشكيل حكومة مدنية.
وفي هذا السياق المعقد، من المنتظر أن يحاول لافروف دفع مسار تأسيس القاعدة العسكرية في بورتسودان على البحر الأحمر، ومواجهة الدور الأمريكي المتزايد في السودان، خلال الزيارة التي تشمل عقد مؤتمر صحفي في وقت لاحق الخميس.