مقالات الرأي

لعوتة واجهة الإعلاميين

 

تواصل معي عبر الهاتف الأستاذ والإعلامي الكبير محمود لعوتة مقدماً لي الدعوة لتشريفه بمنزله بالرياض الذي كان يتأهب للإحتفاء بالبروف العلامة كمال حامد شداد وأستاذنا كمال حامد ولظروف قاهرة لم أتمكن من تلبية الدعوة؛

وقد علمت من خلال الأخ الصديق ياسر فضل المولى أنها كانت جلسة تاريخية بكل ما تحمل الكلمة من معنى جلسة ما منظور مثيلها -على حد وصفه- حيث تحدث البروف والعالم والخبير كمال شداد وأنفتح في الحديث على غير العادة كاشفٱ الكثير من الخبايا والأسرار ومستعرضاً كل المحطات المشرقة في تاريخنا الكروي بداية بالفوز بكاس الأمم الأفريقية وفوز المريخ بكأس مانديلا وسهمه في ذلك الفوز وقيادته للهلال مدرباً في نهائي البطولة الأفريقية عام 87 وتطرق لفترة تقلده لرئاسة اتحاد الكرة لأكثر من مرة كما حكى ولأول مرة عن تجربته الصحفية وبالتفصيل أما الأستاذ كمال حامد صاحب الذاكرة القوية تحدث عن الكرة في عهدها الذهبي ومسيرة منتخبنا الوطني والهلال.

مثل هذه اللقاءات أحوج ما نكون لها لأن فيها الكثير من الفوائد ولكننا للأسف الشديد نهملها وبكل غباء ونتطلع لتحقيق الإنجازات دون أن نصطحب معنا دروس الإخفاقات لذلك نبدو كمن يلف في دائرة مغلقة ولعل ألمعية أستاذنا محمود لعوتة هي التي دعته لتنظيم مثل هذه اللقاءات لمعرفته بمدى ما يمكن أن تحققه من فوائد وفي ذلك درس كبير لنا كإعلاميين؛ ولعوتة يعد واجهة للإعلام السوداني بالمملكة العربية السعودية إذ أنه يعمل بصحيفة (الاقتصادية) كبرى الصحف على مستوى الشرق الأوسط؛ ممسكاً منذ فترة طويلة بمقاليد منصب سكرتير التحرير والدليل على تميُّز لعوتة أن المجموعة السعودية التي تضم مجموعة صحف الشرق الأوسط والاقتصادية والرياضية لازالت متمسكة به وقد تميز أيضاً في ترجمة الأخبار العالمية وشارك الرجل في الكثير من المؤتمرات الخارجية والبطولات الرياضية العالمية التي نظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم وفي الفترة الأخيرة تمت استضافته في بعض القنوات الإخبارية الكبيرة متحدثاً عن أزمة السودان وقد برع كعادته في التحليل.

ويزيدنا فخرا انه عمل مع خمس رؤساء تحرير تولوا هذه المنصب في صحيفة الاقتصادية. وبجانب ذلك تعملق لعوتة على كل الإعلاميين بالمهجر بحرصه على إستضافة الزملاء والرموز بداره العامرة المفتوحة دوماً لكل السودانيين فهو رجل كريم ومضياف لم تؤثر الغربة في طباعه السودانية وقد كنت من ضمن الإعلاميبن الذين دعاهم الرجل بمنزله قبل أكثر من أسبوع أستاذ عثمان ميرغني وعادل سيد أحمد ومحمد لطيف وعاصم البلال ولا أخال أن هنالك من يفخر بإنتمائه لهذا الوطن أكثر من لعوتة وأجزم ألا أحد حزين على ما ٱلت إليه الأوضاع ببلادنا من تشرذم وتشظي وضياع أكثر منه فالتحية لهذا الرجل العظيم الذي يمنحك الدروس في الكرم والشهامة والوطنية وليت كل أبناء البلد بدول المهجر مثله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى