علوم

لوح حجري عمره 4 آلاف عام قد يكون أقدم خارطة ثلاثية الأبعاد في أوروبا

 

كشف علماء أن لوحا حجريا من العصر البرونزي، عثر عليه في فرنسا عام 1900، قد يكون أقدم خارطة معروفة في أوروبا، بعد إجراء تحليل جديد.

وحدد فريق من العلماء الفرنسيين أن العلامات محفورة منذ 4000 عام وصورت منطقة في غرب بريتاني بفرنسا.

ويشتمل اللوح، الذي يُطلق عليه اسم Saint-Bélec Slab، على عناصر، بما في ذلك “الزخارف المتكررة المرتبطة بخطوط، يقول الفريق إنها تجعلهم يعتقدون أنها خارطة ما قبل التاريخ.

ويشير السطح المحفور إلى أن تضاريس اللوح وضعت عمدا على شكل ثلاثي الأبعاد لتمثيل وادي نهر أوديت، بينما يبدو أن عدة خطوط تصور شبكة النهر.

وكتب الفريق في بيان أن “الخارطة هي رسم أو مخطط لسطح الأرض أو جزء منه”. وأضافوا: “لوح Saint-Bélec Slab يحمل بالفعل العناصر الثلاثة الأكثر ترجيحا للتمثيل الخرائطي لعصور ما قبل التاريخ: تكوين متجانس مع نقوش متطابقة في الأسلوب وتكرار الزخارف”.

وتم إعادة استخدام اللوح الحجري لأول مرة في هيكل دفن خلال نهاية العصر البرونزي المبكر.

وشكّل اللوح أحد جدران تابوت مصنوع من الحجارة يحتوي على عدد من الجثث مع توجيه النقوش نحو داخل القبر.

وعندما اكتُشفت لأول مرة في عام 1900، نقله الخبراء إلى متحف الآثار الوطنية في عام 1924، ثم نقل إلى قلعة في فرنسا، حيث بقي هناك حتى عثر عليه مجددا في عام 2014.

وفي عام 2017، وضع باحثون من المعهد الوطني الفرنسي للبحوث الأثرية الوقائية (Inrap)، وجامعة بورنماوث وجامعة ويسترن بريتاني أعينهم على اللوح المنحوت.

وباستخدام المسوحات ثلاثية الأبعاد عالية الدقة والمسح التصويري للوح الحجري، تمكن الفريق من تأكيد أن النقوش تطابق 80% من المنطقة المحيطة بنهر أوديت الذي يبلغ طوله 18 ميلا.

وقال الدكتور كليمان نيكولاس من جامعة بورنماوث، أحد مؤلفي الدراسة، لشبكة “بي بي سي”: “ربما تكون هذه أقدم خريطة لمنطقة جغرافية تمكنا من تحديدها”.

وهناك العديد من هذه الخرائط المنحوتة في الحجر في جميع أنحاء العالم. وبشكل عام، هي مجرد تفسيرات، لكن هذه هي المرة الأولى التي تصور فيها خارطة منطقة بمقياس معين.

ويبلغ طول اللوح الصخري 2 متر x 1.5 متر، ويقال إنها تسلط الضوء على منطقة معينة، وأوضح الدكتور نيكولاس: “كانت منطقة عبارة عن إقليم تابع لكيان سياسي سيطر بإحكام عليه في أوائل العصر البرونزي، وربما يشير كسرها إلى الإدانة وإزالة التقديس”.

وأضاف: “ربما كانت طريقة لتأكيد ملكية المنطقة من قبل أمير أو ملك في ذلك الوقت” مشيرا إلى أن هذا اللوح الحجري مهم لأنه يسلط الضوء على “المعرفة الخرائطية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى