مؤتمر بالسودان يبحث سبل تطوير المرأة تكنولوجياً
الخرطوم – صقر الجديان
بدأت بعض الدوائر السودانية في تقصي إمكانية تطوير المرأة تكنولوجيا بإعداد حزمة من الدراسات حول التحديات التي تقف عائقاً أمام تحقيق الخطوة.
وانطلق في الخرطوم الأحد 13 مارس مؤتمر “قضايا المرأة المعاصرة” في نسخته الثالثة ، وناقش ثلاث أوراق – المرأة والتكنلوجيا الفرص والتحديات- وصورة المرأة في الإعلام وخلفياتها الفكرية – بجانب ورقة مناقشات حول قضايا المرأة، بصورة عامة .
وكشف المؤتمر الذي حظي بحضور كثيف أن ابرز تحديات تواجه تمثيل المرأة في مجال التكنولوجيا هي الفجوة بين الجنسين وتغول الرجل على المناصب التقنية.
واحتفل العالم هذا العام باليوم العالمي للمرأة في 8 مارس تحت شعار ’الرقمنة للجميع: الابتكار والتكنولوجيا من أجل المساواة بين الجنسين”.
و انعقد المؤتمر بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا تحت إشراف قسم تنمية الأسرة والمجتمع بالشراكة مع مركز دراسات المرأة ومنظمة “هويتي سوداني” تحت شعار “نحو علاقة تكاملية بين الجنسين”.
ووصفت عميدة كلية الحاسوب بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا وفاء فيصل مختار خلال تقديمها ورقة المرأة وتحديات التكنولوجيا ، تمثيل المرأة في المجالات الوظيفية بالضعيف، وغير متاح كما الحال للذكور.
وأكدت أن تمثيل النساء بالوظائف الخدمية لايتجاوز 19% وتشكل 10% في المناصب العليا “المدراء المتخصصين”.
وأشارت إلى أن التمييز والتحيز للرجل يظل عقبة أمام ترقية المرأة في العمل، كما أن التعرض للتحرش يقلل من فرص ارتيادها لمناصب عليا مضيفة ” الرجل السوداني لا يتقبل فكرة قيادة المرأة”.
وأكدت أن تخوف المرأة من السهر والتفرغ لوقت أطول يمنعها من ولوج مجال التكنولوجيا.
وأشارت وفاء إلى أن 50% من النساء حاصلات على تعليم ثانوي لا يؤهلهن لطرق أبواب التكنولوجيا.
وأفادت أن الإحصائيات تشير إلى أن عدد الذكور المتعاملين مع الإنترنت يفوق بكثير أعداد النساء.
كما وضعت الورقة حلولا لتمثيل النساء في مجال التكنولوجيا منها تسليحهن بالمهارات الملائمة، وإنشاء مراكز تساعد على الارتقاء وإطلاق مبادرات لدعمها بالتكنولوجيا، سد الفجوات بين الجنسين، التوعية وتوفير الدعم اللازم للنساء.
وبينت ورقة المرأة في الإعلام وخلفياتها الفكرية التي قدمتها مديرة مركز دراسات المرأة نوال مصطفى دفع الله أن المرأة في السودان مازالت تحت وصاية الرجل.
وأوضحت أهمية تطويع الإعلام لتطوير وتأهيل المرأة ، مؤكده أنه بات استثمارا كبيرا ينسب للعولمة التي انتشرت وللإمكانات المالية الضخمة التي تصاحب الإنتاج الإعلامي.
ودعت إلى تضافر بذل جهود متواصلة في مجال الإعلام .لتطوير المرأة وربطها بالتطور التكنولوجي
ولفتت إلى أن القرآن جعل المرأة سواء مع الرجل أمام الله في التكليف والمساءلة، موضحة أن الأحاديث يتم تداولها وتفسيرها بطريقة غير صحيحة حين يقال أن المرأة ” ناقصة عقل ودين”.
ودعت مديرة مركز دراسات المرأة إلى ضرورة تبني رؤية شاملة لتطوير المرأة وربطها بالتصور الإسلامي وتلخيص النصوص التي تؤسس لهذا التصور من جملة التفاسير العلمية والمعرفية، بجانب إحياء النموذج الاجتماعي في الإسلام والترويج للنظام العائلي القائم علي المودة والرحمة السكن والإحسان.
وأوضحت دور التبادل والتشارك والتكامل في إنتاج وتوزيع المواد الإعلامية التي تعمل على إصحاح واقع المرأة ، تنشيط المنابر الفكرية في مؤسسات التعليم وتفعيل الاجتهاد والتطور المبني على العلم والمعرفة خاصة في اللغة العربية.