مدينة “بحري” تكابد لاستعادة الحياة وسط انعدام الخدمات
الخرطوم – صقر الجديان
غطت الحشائش المتسلقة معظم واجهات المباني والمحال التجارية على الشوارع الرئيسية في مدينة الخرطوم بحري، بينما انتصبت بقايا اللافتات المهشمة تحدّث عن حياة كانت هنا.
خلت المدينة من كل شيء إلا أمل العودة للحياة الطبيعية، وسط معاناة مضاعفة لاستعادة المياه والكهرباء.
وأكمل الجيش سيطرته على مدينة الخرطوم بحري فبراير الماضي بعد معارك استمرّت شهورا منذ إطلاق الجيش عملية برية واسعة لا ستعادة السيطرة على العاصمة في سبتمبر 2024.
وتبدو الحياة عند مدخل المدينة من اتجاه أم درمان عبر جسر الحلفايا شمالا شبه طبيعية رغم شح الخدمات، بينما تخلو الشوارع من المارة تدريجيا جنوبا وصولا لأحياء شمبات التي فرغت تماما من الحركة باستثناء تجمعات طفيفة لبعض الشباب يقومون بأعمال حفريات في محاولة للحصول على مياه، فيما تشهد المحطة الوسطى ومنطقة السوق الرئيسي عودة طفيفة للحياة.
ورصدت “شبكة صقر الجديان” تخريبا واسعا طال كابلات الكهرباء، وكانت تقارير تحدثت عن سرقات واسعة لنحاس الكابلات.
ويقول سائقو حافلات تقل عامة إن الخطوط التي بدأت العمل حتى اليوم، أم درمان – صابرين، السوق المركزي الخرطوم ومنطقة الحاج يوسف حيث تتراوح قيمة التذكرة للراكب بين 2000 – 3000 جنيه.
ويضطر السائق محمد للحضور لموقف المواصلات مبكرا بعد صلاة الفجر في محاولة لحجز موقعه في الموقف للحاق بتسيير رحلة واحدة ويقول محمد وهو سائق في خط بحري – السوق المركزي الخرطوم “بسبب ضعف الحركة أحضر مبكرا حتى أتمكن من الحصول على تسيير رحلة واحدة قبل مغيب الشمس، حيث لم يعد بالإمكان تسيير أكثر من رحلة واحدة لكل حافلة بسبب ضعف الحركة”.
وتتوقف الحياة تماما عند الرابعة عصرا بحسب إفادات السائقين وبائعة شاي، ويضيف محمد “رغم الدخل المحدود جدا لكن هذا وضع أفضل مما كنت عليه فترة نزوحي في ود مدني حيث لم يسمح لي بالعمل في المواصلات العامة لأن ترخيص مركبتي صادر من الخرطوم”.
وعلى مقربة من المحطة الوسطى في الخرطوم بحري، استأنف قسم شرطة مرور بحري نشاطه، وأظهرت جولة داخل القسم بداية أعمال نظافة وصيانة تدريجية، ووفقا لاستطلاعات مع أفراد شرطة المرور؛ فإنه سيبدأ العمل في قسم الترخيص قريبا، بينما يتركز نشاط القسم حاليا في بلاغات فقدان المركبات.
وفي استطلاعات مع بعض الباعة بالمحطة الوسطى، أفادت بائعة شاي إن دخلها اليومي يعتمد على السائقين. وتضيف “حاليا السائقين هم زبائننا الوحيدين”.
وتقول فاطمة إن دخلها اليومي أحيانا يكفيها لقضاء مستلزمات المعيشة اليومية وأحيانا لا يكفي، وتأمل فاطمة في عودة الحياة لطبيعتها لاستعادة دخلها لمقابلة تكاليف المعيشة.
وقال محمد عبده بلال وهو بائع عصائر، إن المنطقة تشهد حركة محدودة مع عودة طفيفة للمواطنين ويعتمد بائعو الأطعمة والعصائر والقهوة في دخلهم على سائقي الحافلات وأفاد محمد بأن دخله اليومي لا يتعدى 15 ألف جنيه بينما كان يحصد أضعاف هذا المبلغ في السابق.
ويقول: إذا استطاعت الجهات الرسمية استعادة المياه والكهرباء سوف تعود المنطقة لطبيعتها في أقرب وقت، ويضيف “أتلقى اتصالات من المعارف والأصدقاء باستمرار يستفسرون عن عودة المياه والكهرباء.
وقال مصدر فني رسمي إن العمل جار لاستعادة الإمداد المائي والكهربائي في مدينة الخرطوم بحري بأسرع وقت.
ويستجلب المواطنون المياه من النيل حيث يباع جالون المياه سعة 20 لترا بقيمة “500” جنيها أي ما يعادل 25 سنت من الدولار.