مسلحون يعبرون للسودان من تشاد والسلطات تؤكد تبعيتهم لحركات مسلحة
الخرطوم – صقر الجديان
كشفت مصادر أمنية السبت، عن عبور عشرات المسلحين الحدود مع السودان والتمركز في مناطق تابعة لولاية غرب دارفور ، لكن حكومة الولاية قالت إن المسلحين يتبعون لحركات وقعت على اتفاق السلام.
وعلى الرغم من تواجد القوات المشتركة السودانية التشادية إلا أن مناطق غرب دارفور الواقعة على الحدود الطويلة الرابطة بين البلدين تشهد تفلتات أمنية ونشاطاً مكثفاً لجماعات مسلحة تنشط في عمليات النهب وقتل المواطنين.
وقال مسؤول عسكري تحدث لـ”سودان تربيون” مشترطا حجب اسمه إن مواطنين في مناطق “أبو عرديبة وبئر سليبة والطويل” الواقعة شمال مدينة الجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور أبلغوا القوات المشتركة بمشاهدتهم عشرات الأشخاص يستغلون دراجات نارية ويحملون أسلحة ثقيلة وصلوا من مناطق تشادية وتمركزوا داخل الأراضي السودانية.
وحذر المسؤول من عواقب وخيمة حال لم تتحرك قيادات البلدين لحسم قضايا اختراق الحدود المشتركة.
لكن نائب والي غرب دارفور التجاني الطاهر كرشوم قال إن المسلحين الذين تجمعوا في “الطويل” بمحلية كُلبس يتبعون لبعض الحركات المسلحة الموقعة على اتفاقية جوبا دون أن يسمها.
وقال كرشوم لـ”سودان تربيون” إن بعض المنضمين للعملية السلمية حشدوا قواتهم في الحدود خلال الأيام الماضية دون اخطار سُلطات الولاية.
وفي أغسطس الفائت قُتل 18 من الرُعاة وأصيب 17 آخرون بجانب نهب قطعان من الماشية في بلدة “بئر سليبة” بمحلية سربا إثر هجمات شنتها جماعات تشادية مسلحة، وأثارت الحادثة حينها حالة من الغضب في الولاية المضطربة وسط دعوات لحشد مقاتلين من القبائل العربية لاختراق الحدود.
ورداً على الحادثة سارع مجلس الأمن والدفاع السوداني لعقد اجتماع طارئ برئاسة عبد الفتاح البرهان ومشاركة لجنة أمن ولاية غرب دارفور، ونائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو معلناً اتخاذ تدابير أمنية بينها نشر تعزيزات عسكرية مكثفة على الحدود كما استدعت وزارة الخارجية السفير التشادي في الخرطوم وأبلغته احتجاجها على مقتل الرعاة.
وأوضح كرشوم انه عقب وصول الجنود المسلحين لمنطقة “الطويل” التي يُقيم فيها العرب الرحل تخوفوا من نشوب أعمال عدائية من تلك القوات وهو ما قاد حكومة الولاية للدفع بتعزيزات أمنية لحفظ الأمن.
وكشف المسؤول عن اتخاذ حكومة الولاية لإجراءات وقائية لمنع وقوع أي اشتباكات مسلحة بما في ذلك الاتصال بقيادات الحركات المسلحة لتسحب قواتها من تلك المنطقة وابتعاث الإدارات الأهلية.
وأضاف “الوضع الآن تحت السيطرة بعد انسحاب القوات إلى مناطقها في شريط الشمالي على الحدود”.
وتأثرت ولاية غرب دارفور غضون الثلاث أعوام الماضية بنزاعات قبلية دامية أودت بحياة مئات المواطنين وتشريد الآلاف.