ثقافة وفن

مصر والسودان وأم كلثوم: لحظات (قد) لا يعرفها الجيل الجديد

الخرطوم – صقر الجديان

يشهد نهر النيل القديم على تجذر العلاقات بين شعبي بلدين جارين، عبر تاريخهما الطويل والمشترك على مر العصور، إنهما مصر والسودان.

وصحيح أن البلدين أظهرا في لحظات تاريخية عدة أواصر التلاحم والتعاضد، على سبيل المثال لا الحصر، نتذكر كيف تضامن الشعب السوداني مع مصر في أعقاب حرب 1967. بيد أن بعضاً من الذكريات واللحظات التاريخية قد لا يعلمها الجيل الجديد الصاعد.

رغبة منها في تلبية دعوة وزير الإعلام السوداني آنذاك الأستاذ عبد الماجد أبو حسبو، حلت السيدة أم كلثوم في شباط/فبراير من عام 1968ضيفة على أهل السودان، لإقامة حفلات لـ”دعم المجهود الحربي”، حظيت خلاله باستقبال أسطوري نادر. وبالفعل أحيت أم كلثوم حفلين في بمسرح أم درمان، وكانت المفاجأة أنها أطلت على الجمهور بالزي السوداني “الساري”، تكريماً لأهل البلد.

ومن بين الخالدات التي غنتها أم كلثوم في الحفلين: «هذه ليلتى» و«الأطلال» و«فات المعاد»، كما زارت معالم الخرطوم ومدرسة للبنات وغيرها. لكن كوكب الشرق المحبة للقوافي السودانية العريقة، قررت أن تحمل معها في رحلة العودة من الخرطوم إلى القاهرة، عدة دواوين لشعراء سودانيين.

وفور وصولها، انكبت سيدة الغناء العربي على اختيار ما يمكن تقديمه هدية للشعب السوداني، عرفاناً بالتلاحم وبحفاوة الاستقبال. وبعدما سلمت محمد عبد الوهاب كل دواوين الشعر السوداني، وقع الاختيار، بعد شهور طويلة من مطالعة الأشعار والقصائد، على نص مناسب وهو “أغداً ألقاك” من ديوان شاعر السودان الراحل الهادي آدم، فغنتها أم كلثوم أول مرة في المسرح القومي بالقاهرة عام 1968.

غنت أم كلثوم، فأطربت جمهورها الواسع، ولاتزال هذه الأغنية من ديوان “كوخ الأشواق” تطرب عشاق الغناء عبر العالم. ومؤخراً، تداول رواد “أنستغرام” صورتين نادرتين لكوكب الشرق أم كلثوم وهي ترتدي الزي السوداني التقليدي على هامش تلك الزيارة التاريخية للخرطوم في ستينات القرن المنصرم. وكانت أم كلثوم سعيدة للغاية بزيارتها للسودان واعتبرت تلك الزيارة من أرقى وأجمل الرحلات في حياتها الفنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى