«مغادرة الحسن» تسرق الأضواء من احتفالات عودة الميرغني إلى السودان
الخرطوم – صقر الجديان
انهى زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل)، ومرشد الطائفة الختمية، محمد عثمان الميرغني الاثنين رحلة الغياب الطويلة عن الخرطوم، لكن انسحاب نجله الحسن من مراسم الاستقبال، والاشتباكات التي صاحبت ذلك غطى على مراسم الاستقبال الحاشد.
واستدعى تدافع آلاف المريدين أمام البوابة الغربية للمطار، تغيير مراسم الاستقبال، بخروج الميرغني من البوابة الشرقية، دون لقاء مستقبليه.
ورصدت “شبكة صقر الجديان” فرض الأجهزة الأمنية إجراءات مشددة بنشر تعزيزات عسكرية حول وداخل المطار.
ووصل الميرغني مطار الخرطوم على متن طائرة خاصة قال وسائل اعلام مصرية إن الرئيس عبد الفتاح السيسي وجه بتخصيصها لنقل الزعيم الاتحادي الى السودان وهو ما عزز التسريبات القائلة بأن القاهرة تسعى لدعم قائد الجيش البرهان وتثبيته بحلفاء من القوى السياسية على رأسهم حزب الميرغني الذي اعلن في اخر خطاباته بالسادس عشر من نوفمبر الجاري وقوفه الى جانب القوات المسلحة ودعمها.
وانضم جعفر الميرغني الذي يحظى بمساندة والده الى تحالف الكتلة الديموقراطية الذي يضم القوى التي ناصرت انقلاب الجيش على ائتلاف الحرية والتغيير في 25 أكتوبر 2021.
يشار الى أن خلافات قوية نشبت بين الشقيقين الحسن وجعفر بعد تباين آرائهما حيال الأزمة السياسية التي يعاني منها السودان، حيث يؤيد الحسن الدستور الانتقالي الذي أعده محامون موالون للحرية والتغيير بينما يتحالف جعفر مع مجموعة التوافق الوطني المؤيدة لانقلاب البرهان.
اعتداء على الحسن
وتداول ناشطون بكثافة مقطع فيديو يظهر فيه الحسن الميرغني اثناء مغادرته المطار دون استقبال والده فيما كان احدهم يحاول الاعتداء عليه من الخلف.
وأوضح بيان عن مكتب الحسن وصلت نسخته (شبكة صقر الجديان) تعرضه لمضايقات واعتداء وهجوم خلال توجهه إلى الصالة الرئاسية في مطار الخرطوم لاستقبال والده.
وقال البيان إن موكب الحسن اقتيد بواسطة عربة الشرطة المرافقة إلى منزل غير معروف بالقرب من القيادة العامة، وطلب منه الدخول بمفرده إلى المنزل، ولكنه رفض وتوجه مع الوفد المرافق له إلى المطار لحضور وصول طائرة رئيس الحزب.
وأضاف: “عند وصول طائرة زعيم الحزب لمطار الخرطوم وخروج الحسن لاستقباله تعرضت له ومرافقيه قوة عسكرية ومجموعات ادعت أنها تتبع للاستخبارات العسكرية وشرطة الاحتياطي المركزي، حيث تم تطويق الطائرة في محاولة لمنعه من استقبال والده، وبدت مظاهر من العنف المتعمد والاشتباكات مع مرافقيه حيث تم ركل وضرب بعضهم، وجلهم من كبار خلفاء الطريقة الختمية من ولايات السودان المختلفة”.
ولفت البيان إلى أن الحسن قرر مغادرة المطار درءاً للفتنة واحتراماً لمقام والده.
واستنكر البيان ما أسماه بالسلوك المشين والازدواج في المعايير والانحياز والتدخل السافر في شئون الأسرة الميرغنية والطريقة الختمية والحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل من الجهات التي تولت تنظيم وترتيب الاستقبال.
استقبال بالمسجد
ونظمت اللجنة العُليا لعودة الميرغني، احتفالاً بمسجد السيد علي بالخرطوم بحري، شارك فيه أعداد كبيرة من الاتحاديين ومناصري الطائفة الختمية، حيث أطل الميرغني عبر المنصة الرئيسية لدقائق شاكرا مستقبليه وغادر دون الحديث لوسائل الاعلام.
وقال نائب رئيس الحزب، جعفر الميرغني، إن والده قدم حياته من أجل السودان والحفاظ على الوحدة الوطنية وضمان حياة كريمة للشعب السوداني.
وأشار إلى أن عودته للسودان تأتي من أجل جمع الصف، وتوحيد الكلمة ولم الشمل، والدعوة للوفاق بين أبناء الوطن الواحد. ونوه للصعوبات التي يعاني منها السودان عقب الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس المعزول عمر البشير، وما تبعها من اختلافات في الآراء والتوجهات السياسية.
وغادر الميرغني السودان في العام 2013 متخذا من القاهرة مقرا ، وفي مارس الفائت طرح مبادرة وطنية لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد تشمل الدعوة لإجراء حوار سوداني ـ سوداني شامل يهدف لتحقيق أهداف الثورة.
إقرأ المزيد