مقتل (15) مدنيًا في غارة على «أبوزبد» وتصاعد هجمات الدعم السريع على المدنيين
ابو زبد – صقر الجديان
قال حقوقيون، السبت، إن 15 مدنيًا على الأقل قُتلوا جراء قصف جوي نفذه طيران الجيش على مدينة أبوزبد بولاية غرب كردفان، كما اتهموا قوات الدعم السريع بشن هجمات عنيفة على المدنيين ببعض القرى في ذات الولاية.
وكثف طيران الجيش الحربي خلال الأسابيع القليلة الماضية غاراته الجوية في كردفان، حيث ظل يقصف مرارًا مدن بارا، والنهود، والخوي، والمجلد، والفولة، وأبوزبد، موقعًا عشرات الضحايا في صفوف المدنيين.
وقالت مجموعة محامو الطوارئ، في بيان، إن “طائرة حربية تابعة للجيش السوداني قصفت مدينة أبوزبد، أمس الجمعة، باستخدام قنابل شديدة الانفجار ما أسفر عن مقتل 15 مدنيًا وإصابة عشرات آخرين بجروح متفاوتة”.
وأوضحت أن القصف يأتي في ظل تصعيد عسكري متواصل بين الجيش وقوات الدعم السريع التي تتواجد داخل المدينة، رغم تدهور الأوضاع الإنسانية والنقص الحاد في الخدمات الطبية والدوائية.
وتعرضت أبوزبد لسلسلة غارات جوية بدأت بهجوم بطائرة مسيّرة في 11 يوليو أسفر عن مقتل 8 أشخاص، تلاه قصف في يوم 13 خلّف 10 قتلى في مناطق متفرقة من المحلية، ثم قصف مركز إيواء للنازحين بكلية الشريعة والقانون في 17 يوليو، وصولًا إلى قصف سوق الوقود في 21 يوليو والذي أدى إلى مقتل 4 مدنيين.
ورأت المجموعة الحقوقية أن هذه الهجمات المتكررة تشكل نمطًا واضحًا من الاستهداف العشوائي والممنهج للمناطق المدنية والأسواق ومراكز الإيواء في خرق فاضح لقواعد الاشتباك والقيود المفروضة على استخدام القوة بموجب القانون الدولي.
وأدانت المجموعة هذه الانتهاكات، وحمّلت الجيش المسؤولية الكاملة عنها، مشددة على أن هذه الغارات تشكل خرقًا لمبادئ القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك مبادئ التمييز بين المدنيين والمقاتلين، والتناسب في استخدام القوة، والضرورة العسكرية في تحقيق أهداف مشروعة.
وفي بيان ثانٍ، اتهمت المجموعة الحقوقية قوات الدعم السريع باستهداف عدة مواقع بولايتي شمال كردفان والنيل الأبيض عن طريق الطيران المسيّر، موقعًا عددًا من القتلى في صفوف المدنيين.
وأوضح البيان أن طائرة مسيّرة تابعة للدعم السريع قصفت صباح أمس مقر شرطة محلية أم دم حاج أحمد بولاية شمال كردفان، ما أسفر عن إصابة عدد من المدنيين الذين تصادف وجودهم بالقرب من الموقع.
وأفاد أن القصف تسبب كذلك في تدمير المبنى بالكامل واحتراق شاحنات مدنية كانت متوقفة بجواره.
ويُعد هذا القصف الجوي هو الأول من نوعه على المحلية الواقعة على بعد 122 كيلومترًا شرقي مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان.
وأفادت مصادر محلية في المنطقة أنه ليس هناك تواجد للجيش أو الشرطة التي أخلت مواقعها منذ الأشهر الأولى لبدء النزاع في أبريل 2023، حيث اتخذت قوات الدعم السريع كنقطة عبور من إقليم دارفور وصولًا إلى العاصمة الخرطوم.
والخميس الماضي، استهدفت طائرة مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع قافلة تجارية تقل مدنيين من محلية أم دم حاج أحمد أثناء مرورها بمنطقة “دونكي الأمين” الواقعة على الحدود بين ولايتي شمال كردفان والنيل الأبيض.
وأسفر القصف عن مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين في هجوم استهدف مدنيين عزّل أثناء تنقلهم دون أي وجود عسكري أو أهداف ذات طبيعة قتالية في المنطقة.