مقديشو | إستمرار الوصاية القطرية على الصومال عن طريق حسن علي خيري “لمرشح البديل “لفرماجو”
إستدعاء فهد ياسين إلى الدوحة.. مؤامرة تحيكها قطر في الصومال قبل أسبوعين من إنتخابات الرئاسة؟
مقديشو – صقر الجديان
كشفت مصادر إستخبارية عن حالة القلق الذي يعيشه الرئيس الصومالي المنتهية ولايته محمد عبدالله فرماجو، وحلفاه في المنطقة وعلى رأسهم قطر بعد ان فقدت الدوحة الأمل بفوز حليفها فرماجو، بالرئاسة لولاية ثانية على ضوء نتائج إنتخابات رئيس البرلمان، بعد الفوز الساحق الذي حققته المعارضة الصومالية الوطنية وإستحواذها على كل المناصب في رئاسة البرلمان بمجلسيه خلال الإنتخابات التي تمت في الفترة ما بين 26- 28 من شهر أبريل الجاري.
وأكدت المصادر ان قطر فتحت غرفة عمليات طارئة وخط ساخن بين الدوحة ومكتب الرئاسة في الصومال في محاولة يائسة لإعادة ترتيب الأوراق المبعثرة وإلتقاط الأنفاس للإبقاء على نفوذها في الصومال وذلك بإعداد البديل لفرماجو.
المصادر ذاتها أكدت إستدعاء قطر بشكل طارئ لرجلها في الصومال رئيس المخابرات السابق فهد ياسين، بالتزامن مع الحملة السياسية المتوترة التي تشهدها الصومال حالياً والسباق على الرئاسة.
وأكدت المصادر وصول فهد ياسين، خلال الساعات الماضية إلى الدوحة بعد إستدعائه من المخابرات القطرية، وسافر بطريقة سرية على متن رحلة عبر أديس أبابا ـ إثيوبيا في وقت مبكر يوم السبت، في إطار مناقشة الخطوة القادمة في الصومال لتدارك فقدان السيطرة، حيث تعد قطر الشخص البديل لفرماجو للإستيلاء على الرئاسية.
وأكدت المصادر ان رجل قطر الجديد هو المرشح الرئاسي حسن علي خيري، حيث تحرص قطر على ان يكون المرشح البديل لفرماجو، موالياً لها ولم يفقد السيطرة كما هو حال فرماجو الذي اصبح منبوذاً وغير مقبولاً شعبياً ومحلياً ودولياً وإقليميا، وهو ما يجعل “خيري” الوحيد من بين مرشحي المعارضة الذي تنطبق عليه تلك المواصفات لما يتمتع به من علاقة وثيقة مع القطرين.
وأكدت المصادر أن قطر هي التي تمول حملته الإنتخابية، وقدمت له أموال طائله خلال الفترة الماضية لشراء الولاءات.
وأكدت المصادر ان إستدعاء الدوحة لفهد ياسين، جاء بعد نحو اسبوع من استدعائها لحليفها الجديد بديل فرماجو، حسن علي خيري، والذي أكدت المصادر الاستخبارية انه كان في قطر الاسبوع الماضي بصورة سرية، وأكدت أيضاً ان خيري، قام بعدة زيارات سرية لقطر خلال الفترة القصيرة الماضية وكان آخرها الأسبوع الماضي.
وأكدت المصادر ان قطر استدعت فهد ياسين، لمناقشة الخطوة التالية التي اعقبت سلسلة الهزائم الانتخابية التي تعرض حلفاء قطر في الصومال من بينهم (فهد ياسين وفرماجو)، خاصةً بعد استبعاد فهد ياسين، من عضوية البرلمان حيث كان يطمح لنيل منصب النائب الأول وأيضاً هزيمة مرشح حلفاء قطر لمنصب رئيس البرلمان.
وسينقل ياسين، مخطط الدوحة إلى الصومال في محاولة للسيطرة على الانتخابات الرئاسية أو العمل بكل الوسائل على تأجيلها لكسب مزيد من الوقت وأخذ النفس لإعادة ترتيب الإستراتيجية.
وحذرت مصادر سياسية من المؤامرة التي تحيكها قطر وحلفائها في الصومال خلال هذه الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية، وحذرت المصادر من الانخداع برجل الدوحة الجديد (حسن علي خيري)، وأكدت انه لا يختلف عن فرماجو، بل سيكون أشد فساداً وإغراقاً للصومال في وحل الانفلات والتردي، وأكدت انه من أكثر قادة الصومال الذين تسببوا للصومال بمشاكل مع المحيط العربي والاقليمي وأبعدو الصومال عن الحظن العربي، خلال فترة توليه قيادة الحكومة، مؤكدين ان وجود خيري، في السلطة يعني إستمرار الوصاية القطرية على الصومال.
وأرسلت مصادر سياسية وقيادات مجتمعية حقوقية صومالية رسائل عدة إلى قيادة البرلمان وأيضاً إلى المجتمع الدولي شركاء الصومال وإلى جامعة الدول العربية، طالبت في مجملها بالتدخل والضغط بقوة للسير نحو إجراء الانتخابات الرئاسية وبشكل عاجل وعدم السماح لنظام فرماجو، وحلفائه بتأجيلها كون اي تأجيل للانتخابات الرئاسية فسينعكس سلباً على الصومال وعلى محيطه العربي والدولي لأن تأجيل الانتخابات الرئاسية يعني اغراق الصومال في وحل الإرهاب وستكون الصومال بؤرة للإرهاب وتهديد المصالح الدولية.
وطالبت المصادر بإستغلال الفرصة التاريخية التي تمثلت بنجاح الانتخابات البرلمانية، وهي خطوة في نظر الكثير من متابعي الشأن الصومالي، تعد مخرج مهم من الأزمة الخانقة التي عاشتها البلاد طوال السنتين الماضيتين، والتي بدأت بإنتهاء الفترة الرئاسية الدستورية لفرماجو، ودخول البلاد في مرحلة حرجة، كادت تعيدها إلى فترة الصراع الأهلي والاشتباكات المسلحة في العاصمة مقديشو.