من أجل أفريقيا موحدة : المغرب تطلق مبادرة لإعادة الدول المعلقة إلى الاتحاد الأفريقي
✍️ : محمد مدثر
في خطوة دبلوماسية بارزة، تترأس المملكة المغربية مجلس الأمن والسلم الأفريقي لشهر مارس 2025، وذلك في إطار مبادرة طموحة تهدف إلى إعادة ست دول أفريقية إلى الاتحاد الأفريقي بعد تعليق عضويتها.
الدول المعنية هي السودان، بوركينا فاسو، النيجر، الغابون، غينيا، ومالي. وتأتي هذه المبادرة في وقت تشهد فيه القارة الأفريقية تحولات سياسية وأمنية كبيرة، حيث تسعى المغرب إلى تعزيز الاستقرار وإعادة بناء الثقة بين هذه الدول والمجتمع الدولي.
السودان: محور الجهود المغربية
تُعتبر السودان واحدة من أهم الدول التي تركز عليها المبادرة المغربية، نظراً لموقعها الاستراتيجي في منطقة القرن الأفريقي، وتاريخها الغني، ودورها المحوري في الأمن والاستقرار الإقليمي.
وقد تم تعليق عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي في أعقاب الانقلاب العسكري الذي شهدته البلاد في أكتوبر 2021، مما أدى إلى إضعاف المؤسسات الديمقراطية وتفاقم الأزمات الاقتصادية والسياسية.
تسعى المغرب، من خلال رئاستها لمجلس الأمن والسلم الأفريقي، إلى تقديم دعم متعدد الأوجه للسودان، بما في ذلك تعزيز الحوار الوطني بين الأطراف السياسية والعسكرية، ودعم الانتقال الديمقراطي، ومساعدة البلاد في مواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية.
كما تُشجع المغرب على تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لدعم السودان في إعادة بناء مؤسساته وتحقيق الاستقرار.
جهود المغرب الدبلوماسية
تتميز المبادرة المغربية بالتركيز على الحلول الشاملة التي تأخذ في الاعتبار الأبعاد السياسية والاقتصادية والأمنية.
وقد أعلنت المغرب عن عقد سلسلة من الاجتماعات التشاورية مع ممثلي الدول الست المعنية، بالإضافة إلى الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، لضمان تنسيق الجهود وتقديم الدعم اللازم.
في حالة السودان، تُركز المغرب على تعزيز الحوار بين الحكومة الانتقالية والمجتمع المدني، ودعم الجهود الرامية إلى تحقيق المصالحة الوطنية.
كما تُشجع المغرب على تقديم مساعدات إنسانية واقتصادية لمساعدة السودان في تجاوز الأزمات التي تواجهها، بما في ذلك ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وتدهور البنية التحتية.
التحديات والآفاق
رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها المغرب، إلا أن المهمة ليست سهلة. فالسودان، مثلها مثل الدول الأخرى المعنية، تواجه تحديات معقدة تتطلب حلولاً طويلة الأمد.
ومن بين هذه التحديات استمرار التوترات السياسية، وانتشار العنف المسلح في بعض المناطق، وضعف المؤسسات الحكومية.
ومع ذلك، فإن المبادرة المغربية تفتح آفاقاً جديدة لإعادة إدماج هذه الدول في الاتحاد الأفريقي، وتعزيز التعاون الإقليمي.
ومن المتوقع أن تساهم هذه الجهود في تعزيز الاستقرار في القارة الأفريقية، وتحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز التضامن بين الدول الأعضاء.
مبادرة المغرب لإعادة ست دول إلى الاتحاد الأفريقي تُعد خطوة مهمة نحو تعزيز الاستقرار والسلام في القارة.
وفي قلب هذه الجهود، يبرز السودان كدولة محورية تحتاج إلى دعم دولي وإقليمي لتحقيق الانتقال الديمقراطي وإعادة بناء مؤسساتها.
من خلال رئاستها لمجلس الأمن والسلم الأفريقي، تُظهر المغرب التزامها القوي بدعم الدول الأفريقية في مواجهة التحديات، وتعزيز التضامن الإفريقي في سبيل مستقبل أفضل للقارة.