من الفتاة التي صورت فيديو مقتل فلويد؟ وأين هي الآن؟
مينيابوليس – صقر الجديان
هي دارنيلا فريزر ذات السبعة عشر ربيعا، والتي كانت متوجهة إلى أحد المحال التجارية، حين رأت واحد من رجال الشرطة وهو يضغط بركبته على عنق جورج فلويد في مدينة مينيابوليس الأمريكية.
قررت الفتاة أن تلتقط هذا المشهد المفجع ثم تنشره بعدها على صفحتها بموقع فيسبوك الأمر الذي أحدث زلزالا مدويا في المجتمع الأمريكي والعالم.
وحول هذا المقطع وصفها الكاتب الأمريكي روس جونسون على موقع “ذا وراب”، بأنها أكثر صانعة أفلام تأثيرًا في القرن الحالي، إذ إنها أظهرت حرفية عالية في تسجيل معاناة فلويد بالصوت والصورة للأجيال الحالية والقادمة.
وأضاف أن فريزر نجحت في لحظة فريدة من نوعها في التاريخ، بأن تسجل مقتل فلويد في زاوية بشارع مينيابوليس خلال وقت الغروب في يوم 25 من مايو الماضي، من خلال لقطة واحدة ربما تفوق أعمال بعض أكبر مصوري هوليوود.
ويرى جونسون أن الفتاة لم تتلق الاحتفاء الذي يناسب براعتها في التقاط المشهد بكل تفاصيله، والذي لم تستخدم في التقاطه سوى كاميرا هاتفها المحمول.
وكان قد نشر الموقع الأمريكي “ناو ذيس”، مقطع فيديو يظهر هذه الفتاة المراهقة وهي متأثرة للغاية وتبكي في مكان وفاة فلويد، وذلك بعد يوم واحد فقط من الحادثة.
ومنذ أن قررت دارنيلا نشر مقطع الفيديو، والممتد لعشر دقائق وست ثوانٍ، اشتعلت أمريكا ومناطق أخرى من العالم، وبدأ الملايين من الأمريكيين وغيرهم في الاحتجاج على وحشية الشرطة، وطُرد ضابط شرطة مينيابوليس “ديريك شوفين” ووجهت له اتهامات بالقتل، بينما اتُّهم زملاؤه الثلاثة بالمساعدة والتحريض.
ولجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للهروب إلى مخبأه بالبيت الأبيض، ثم قرر فجأة أن يقف لالتقاط الصور حاملا الكتاب المقدس خارج كنيسة.
بعض الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، اتهموا الفتاة بالتقصير وبأنها خذلت فلويد لأنها لم تدافع عنه ولم تساعده أو تساهم في إنقاذه، فردت الفتاة بأنها كانت خائفة كثيرًا، فهي مجرد فتاة مراهقة تخاف جدًا من الشرطة على حد قولها.
وقالت صحيفة “نيويورك ديلي تايمز”، نقلا عن محامي دارنيلا فريزر، إن الفتاة تخضع حاليا للعلاج النفسي، فهي تعاني من الصدمة جراء الأحداث، وأنها تستجيب للعلاج جيدًا في ظل الظروف الراهنة.
ويرى المحامي أن مجرد تحدث الفتاة للمعالج النفسي يفيد في تحسن حالتها، بدلًا من أن تكتم مشاعرها داخلها مما قد يتسبب لها في ضرر نفسي أكبر.