منتجعات البحر الأحمر المصرية تعبر اختبار روسيا الصعب.. وتنتظر الألمان
تجاوزت مصر أخيرا الأزمات المتعلقة بالقيود على وصول السياح الروس إلى أراضيها بينما تعمل حاليا على تهيئة الأوضاع لاستقبال الألمان.
وأمس الخميس، ألغى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المرسوم الذي صدر في عام 2015 بحظر رحلات الطيران إلى مصر. كما تم إلغاء التوصية بعدم تنظيم رحلات سياحية إلى المنتجعات المصرية.
ورحبت مصر بالقرار الروسي عبر بيان من مكتب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، وأعربت عن تطلعها لسرعة عودة السياحة الروسية إلى المنتجعات المصرية.
لكن مقر عمليات مكافحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في روسيا، قال للصحفيين بالأمس، إن قضية عدد الرحلات الجوية إلى المنتجعات المصرية سيتم البت فيها في اجتماع مرتقب للمقر.
وأضاف المقر “سيتم البت في عدد الرحلات الجوية مع مصر في اجتماع مقر العمليات، مع الأخذ بالحسبان الوضع الوبائي، وسيتم الإبلاغ عن القرار في وقت لاحق” بحسب وكالة سبوتنيك الروسية اليوم.
مصر آمنة
من جهته، قال قسطنطين كوساتشوف نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي (مجلس الشيوخ في الجمعية الاتحادية) إن إجراءات الحماية الإضافية التي اتخذتها مصر والجهود من المختصين في الدولتين خلال السنوات الست الأخيرة تضمن سلامة الروس الذين يفضلون قضاء الإجازات في المنتجعات المصرية.
وأوضح كوساتشوف في تصريحات لوكالة تاس الروسية للأنباء “إن مرور تلك الفترة الطويلة على [تعليق رحلات الطيران مع مصر] وتنسيق جهود المختصين من الدولتين خلال تلك الفترة تؤكد أن الشروط [لضمان سلامة المسافرين جواً] قد تحققت”.
وتوقفت حركة الطيران بين مصر وروسيا في خريف عام 2015 عقب سقوط طائرة ركاب روسية في سيناء، إثر عمل تخريبي، وفيما استؤنفت حركة الطيران بين روسيا ومطار القاهرة عام 2018، استمر توقف رحلات الطيران العارض من روسيا إلى المنتجعات السياحية المصرية، حتى استكمال مجموعة من اشتراطات الأمان التي طلبتها روسيا.
“نتنظر الألمان”
من جهته، قال وزير السياحة المصري خالد العناني إن منتجعات مصر المطلة على البحر الأحمر تعد وجهات سفر آمنة للسائحين عقب عام ونصف عام من بدء جائحة كورونا.
وأضاف في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية أن السائحين الأجانب يشعرون بالحزن عقب عودتهم إلى موطنهم، “لأنهم شعروا بأمان أكثر في مصر”.
وتابع: “لم أتلق أي شكوى من دول أخرى بشأن سائحين مصابين. فقط خطابات من سفراء يصفون الوضع في مصر بأنه رائع وآمن للغاية”.
ومنذ بدء الجائحة، أصيب نحو 283 ألف شخص في مصر بكورونا. ويبدو العدد ضئيل بالنظر إلى عدد سكان مصر الذي يزيد عن 100 مليون نسمة، إلى جانب ازدحام الشوارع والميادين وإقامة ملايين الأفراد في أماكن ضيقة في الغالب.
وقال العناني إن لديه ثقة في بيانات أعداد الإصابات، التي تعترف بها أيضا منظمة الصحة العالمية.
وعقب الأشهر الأولى من بدء الجائحة أُغلقت الشواطئ والمطاعم والفنادق في مصر، ثم جرى فتح المناطق السياحية تدريجيا أمام السائحين المحليين أولا ثم أمام السائحين الأجانب.
وكانت العديد من الشواطئ خاوية تقريبا أمام السائحين الألمان الذين جاءوا إلى مصر على الرغم من استمرار التحذير من السفر الصادر عن وزارة الخارجية الألمانية.
ويتمتع الألمان بوضع خاص كسائحين في مصر، حيث قال العناني إن “السائحين الألمان يحبون مقاصد في مصر” سواء مقاصد ثقافية، مثل الأماكن الأثرية، أو المنتجعات الساحلية.
وذكر الوزير أن الكثير من السائحين يأتون حاليا من أوكرانيا وبيلاروس والسعودية على سبيل المثال، وقال: “لكن بالطبع ننتظر الألمان”.