نزوح عدد كبير من سكان جنوب الخرطوم إثر تردي الأوضاع
الخرطوم – صقر الجديان
كشف متطوعون في السودان يوم الثلاثاء عن نزوح أعداد كبيرة من سكان جنوب العاصمة الخرطوم بسبب انعدام الأمن وتردي الوضع الصحي والمعيشي.
تخضع منطقة جنوب الحزام، التي تضم أحياء “الإنقاذ، الأزهري، السلمة، مايو”، لسيطرة قوات الدعم السريع منذ الأيام الأولى لبدء الحرب. بقيت هذه الأحياء مواقع عمليات عسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيث استمرت في التعرض لقصف مدفعي عنيف، بالإضافة إلى استهداف الطيران الحربي بشكل دوري معسكر المدينة الرياضية ومواقع قوات الدعم السريع في الأحياء المذكورة، مما تسبب في سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين وتدمير منازلهم.
وقال المتحدث باسم غرفة طوارئ جنوب الحزام، محمد كندشة، لـ “سودان تربيون”: “عدد كبير من سكان جنوب الحزام غادروا، وآخرون يفكرون في المغادرة نهائياً بسبب صعوبة العيش في المنطقة”.
وأوضح أن المنطقة شهدت في الأيام الأولى للحرب موجة نزوح عالية إلى ولايات القضارف والجزيرة وغيرها، ولفت إلى أن بعد سيطرة الدعم السريع على ولاية الجزيرة، عاد البعض إلى منازلهم في جنوب الخرطوم، لكن تردي الوضع الأمني والصحي وغلاء أسعار السلع الغذائية خلال الثلاثة أشهر الأخيرة دفعهم للنزوح مجدداً.
وأشار إلى أن الانقطاع المستمر للاتصالات عن مناطق واسعة من الخرطوم أدى إلى تفاقم أوضاع المواطنين، وتحدث عن صعوبات كبيرة في الحصول على مياه الشرب نتيجة انقطاع التيار الكهربائي، بالإضافة إلى عدم قدرة المستشفيات على علاج أصحاب الأمراض المزمنة وتقديم خدمات الطوارئ الجراحية والولادة فقط.
منذ فبراير الماضي، انقطعت خدمات الاتصالات والإنترنت عن أجزاء واسعة من الخرطوم قبل أن تعود الخدمة لمناطق خاضعة لسيطرة الجيش في شمال أمدرمان، كما تشهد أجزاء كبيرة من الخرطوم انقطاعا مستمرا للتيار الكهربائي بعضها أكمل عاماً كاملاً.
وتمانع السلطات في الولايات الخاضعة لسيطرة الجيش في إيصال بعض السلع إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الدعم السريع في الخرطوم، وتفرض إجراءات أمنية مشددة في الطرقات، مما أدى إلى تفاقم الوضع المعيشي للسكان.”