أخبار السياسة المحلية

نشطاء في جنوب كردفان يرفضون استفتاءً حول استخلاص الذهب بـ «السيانيد»

قدير – صقر الجديان

أعلن ناشطون في محافظة قدير بولاية جنوب كردفان، السبت، رفضهم لمقترح الحكومة المحلية بتنظيم استفتاء شعبي حول استمرار عمل شركات تستخلص الذهب بواسطة مادة السيانيد.

وبدأت شركات، في مطلع يوليو الماضي، معالجة مخلفات التعدين التقليدي “الكرتة”، حيث تُجرى العملية عبر أحواض في الأرض تُغمر بالمياه ويُضاف إليها السيانيد، وتتمثل خطورتها في تسرب هذه المادة على مساحات واسعة من الأحواض.

وقالت لجنة مناهضة السيانيد بمحافظة قدير، في بيان، إنها “ترفض مقترح المدير التنفيذي ممثلًا عن لجنة الأمن بشأن قيام استفتاء شعبي في محافظة قدير حول قيام شركات استخلاص الذهب أم لا”.

واعتبرت المقترح “محاولة لذر الرماد في العيون”، إذ يهدف إلى إضفاء شرعية زائفة لعمل الشركات، كما أنه يتطلب إجراء إحصاء سكاني وتحديد مراكز الاقتراع ولجنة مراقبة محايدة، دون أن تنفذ السلطات هذه الشروط.

وأفادت بأن الرعاة في دار المخرف انتقلوا الآن خارج حدود المحافظة، دون أن يُوضع لهم اعتبار في مقترح الاستفتاء، رغم أنهم الشريحة الأكثر تضررًا.

ويستخلص المعدِّنون التقليديون قرابة 40% من الذهب من الأحجار التي يستخرجونها من باطن الأرض، قبل أن تقوم الشركات التي تملك تصاديق رسمية باستخراج الذهب المتبقي من الأحجار، فيما يُعرف بـ “الكرتة”، بعد معالجتها بالسيانيد.

وأشارت اللجنة إلى أن الشركات تعمل بنشاط محموم في منطقة باجون للاستعداد لعملية استخلاص الذهب، عبر واجهة “لجنة التنمية” التي تنشط في تقديم رشاوي مبطنة لسكان القرى على شكل مشاريع تنموية.

وتمسكت بضرورة تفكيك وترحيل الشركات التي تستخلص الذهب عبر السيانيد، معلنة عن تنظيم وقفة احتجاجية بعد غدٍ الاثنين أمام مقر الحكومة المحلية في قدير.

وحملت اللجنة وزارة المعادن ووالي جنوب كردفان مسؤولية سلامة الإنسان والحيوان والبيئة، عبر إصرارهم على عمل الشركات التي ظل سكان المحافظة يقاومون وجودها منذ 10 سنوات، حيث كُللت مساعيهم بالنجاح.

ورصد الأهالي في قدير، وفقًا لشبكة “عاين”، تأثيرات واسعة على البيئة تشمل نفوق الحيوانات والطيور، وموت الأشجار، وتلوث المياه، وظهور أمراض جلدية يُرجح أنها نتاج استخدام مادة السيانيد.

ونجح اعتصام نفذه أهالي حلة يونس غربي بربر بولاية نهر النيل، استمر لمدة 26 يومًا، في إجبار السلطات الحكومية على إزالة أحواض استخلاص الذهب عبر السيانيد ونقل كميات من “الكرتة”.

ويضاعف هطول الأمطار والسيول تسرب مادة السيانيد من أحواض التعدين إلى مصادر مياه الشرب والرعي، مما يضع حياة الإنسان والحيوانات في خطر جسيم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى