نصف سكان السودان يواجهون خطر الجوع بسبب الانقلاب والحرب في أوكرانيا
الخرطوم – صقر الجديان
قال موقع بلومبيرغ الإخباري، إنه من المنتظر أن يتم وضع حوالي 20 مليون مواطن – وهو ضعف الرقم المسجل عام 2021 – سوداني في خانات “الطوارئ” أو “الأزمات” بحسب مقياس “انعدام الأمن الغذائي الحاد” لبرنامج الغذاء العالمي.
ووفقًا لبرنامج الغذاء العالمي، كان الوضع الغذائي في السودان قد تدهور بسبب ارتفاع أسعار الحبوب عالميا، والنقص المحلي في العملات الأجنبية للواردات، وتفاقم الصراعات الأهلية، والجفاف في بعض أجزاء السودان.
وقالت نائبة المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في السودان ماريان وارد في مقابلة أن الوضع “لا يبدو الأمر جيدًا على الإطلاق، لن يتمكن الناس من شراء احتياجات الطعام الأساسية.”
اصطدمت مخططات التحول الديمقراطي في السودان بعدة عوائق، آخرها عندما استعاد الجيش السلطة في أكتوبر من العام الماضي، مما دفع المانحين الأجانب إلى تعليق مساعدات بالغة الأهمية للميزانية مقدرة بمليارات الدولارات.
بعد الانقلاب العسكري في السودان، اضطر برنامج الأغذية العالمي إلى تعليق المساعدات المقدمة في سبيل تأمين أسعار عادلة للحبوب كجزء من برنامج الخبز المدعوم في السودان، ووفقًا لماريان وارد، سيعاني الإنتاج المحلي لسد هذه الفجوة.
و قالت وارد: “للمرة الأولى منذ عام 1984، نتوقع عجزا من السودان في إنتاج الحبوب.”
و حسب تقرير بلومبيرغ، سيحتاج السودان، الذي اعتمد على روسيا وأوكرانيا لحوالي 35٪ من وارداته من الحبوب في عام 2021، إلى البحث عن بديل ودفع سعر أعلى.
أغلقت اوكرانيا موانئها عندما اندلعت الحرب، وتباطأت حركة الصادرات الروسية، و بحسب بيانات مجلس الحبوب الدولي يمثل البلدين يمثلان معًا نحو ربع تجارة الحبوب العالمية.
وذكر التقرير أن أجزاء كبيرة من القطاع الزراعي الخاص في السودان توقفت عن شراء المدخلات مثل الأسمدة بسبب عدم استقرار سعر الصرف في السودان، والذي وصفته وارد بانه “خارج عن نطاق السيطرة”.
و كان بنك السودان المركزي قد سمح الأسبوع الماضي بالتعويم الحر للجنيه السوداني، البالغ آنذاك 448 جنيه مقابل الدولار الأمريكي الواحد.
بعد ذلك، صرح بنك الخرطوم، يوم الثلاثاء، أن سعر صرف الجنيه قد انخفض إلى 609 جنيهات مقابل الدولار الواحد.
عقود من الديكتاتورية
وتمثل توقعات منظمة الغذاء الأممية أحدث ضربة للبلاد التي يبلغ عدد سكانها 44 مليون نسمة، والتي كانت تسعى للخروج من عقود من الديكتاتورية وسوء الإدارة الاقتصادية عندما أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير عام 2019.
و كان برنامج الغذاء العالمي قد تمكن من الوصول إلى حوالي 8.9 مليون من حوالي 10 ملايين شخص يحتاجون إلى مساعدات غذائية في السودان في العام الماضي.
و في عام 2022، يأمل البرنامج أن يصل إلى 9.3 مليون سوداني – أقل من نصف الإجمالي (20 مليون) المحتمل أن يحتاج إلى المساعدة.
و قالت وارد: “موارد برنامج الأغذية العالمي لا تبدو جيدة. الوضع سيء ولدينا قدرة أقل على الاستجاب.