هل يمكن ربط نقص فيتامين (د) والأشعة فوق البنفسجية بوفيات “كوفيد-19” بخطوط العرض الشمالية؟
الخرطوم – صقر الجديان
تقدم دراسة تعاونية دولية جديدة بين كلية ترينيتي في لندن وجامعة ليفربول، رؤية جديدة لتأثير “كوفيد-19” عبر البلدان، والعوامل التي تؤثر على شدته.
ويدرس الباحثون كيف ولماذا يؤثر “كوفيد-19” على السكان بطرق مختلفة، وتركز الدراسة على معدلات وفيات “كوفيد-19” لكل مليون نسمة في 117 دولة مع 150 أو أكثر من حالات “كوفيد-19”.
وتم تجميع البيانات عن كل دولة، وفحص الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاما فأكثر، وتضمين بيانات عن الكثافة السكانية وتلوث الهواء، إلى جانب إدخال خط العرض لكل عاصمة من الدول المشاركة.
واختبر الباحثون فرضيتهم بعدم وجود صلة بين معدل الوفيات وخط العرض تحت عتبة محددة، وأن معدل الوفيات ازداد لاحقا مع خط العرض.
النتائج الرئيسية:
• وجدت الدراسة أن العمر في كل بلد أثر بشكل كبير على معدلات وفيات “كوفيد-19″، بزيادة بنحو 13% في الوفيات لدى أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما. وبعد الأخذ في الاعتبار خط العرض، ظل هناك ارتباط قوي بين العمر ووفيات كورونا، حيث وقع تسجيل زيادة بنسبة 5% في معدلات الوفيات عبر نصف الكرة الشمالي، لكل درجة أبعد شمالا.
• يوجد ارتباط بين معدل وفيات “كوفيد-19” وخط العرض الأعلى من 28 درجة، وليس بعيدا عن خط العرض 35 درجة، حيث لا يحصل السكان على التعرض الكافي للأشعة فوق البنفسجية، للحفاظ على مستويات الدم الطبيعية من فيتامين (د) خلال الشتاء والربيع.
• شملت البلدان ذات التلوث العالي العديد من السكان الأصغر سنا، وكان التلوث مرتبطا سلبا بالوفيات لكنه لم يضف بشكل ملحوظ تغييرات على معدلات الوفيات بكورونا مقارنة بالنماذج التي تحتوي عوامل خط العرض والعمر.
• لم تكن الكثافة السكانية لكل بلد مرتبطة بشكل كبير بالوفيات.
ومن المعروف على نطاق واسع أن فيتامين (د) يقدم العديد من الفوائد الإيجابية للصحة العامة، بما في ذلك تعزيز الاستجابة المناعية للجسم، ودعم صحة العظام والعضلات ولعب دور محتمل في قمع الاستجابة الشديدة المؤيدة للالتهابات.
والأدلة التي تربط نقص فيتامين (د) مع شدة “كوفيد-19” ما تزال غير قوية. ويشير الباحثون إلى أنه إذا كانت العلاقة بين نقص فيتامين (د) وشدة “كوفيد-19” سببية، فيجب أن يثبت أن المرض موسمي.
وقالت البروفيسورة روز آن كيني، الباحثة الرئيسية في الدراسة: “إن مجموعتنا حذرة بشأن وصف ارتباط سببي قبل نتائج دراسات مكملات فيتامين (د) الجارية. ومع ذلك، بالنظر إلى الانتشار العالي لنقص فيتامين (د) في العديد من بلدان خطوط العرض الشمالية، وانخفاض النشاط البدني في الهواء الطلق خلال جائحة كوفيد-19، توصي هيئات الصحة العامة في إيرلندا والمملكة المتحدة كبار السن، والذين يواصلون الحجر المنزلي بشكل رئيسي وأولئك الذين ينتمون إلى المجموعات عالية المخاطر، بضرورة تناول المكملات الغذائية العادية من فيتامين (د)”.
وقال البروفيسور جون رودس، أستاذ الطب الفخري بجامعة ليفربول والمؤلف المشارك للدراسة: “فيتامين (د) هو فيتامين غير عادي، إنه هرمون نحصل على معظمه بفعل الأشعة فوق البنفسجية على الكوليسترول في الجلد، وما لم تكن تعيش في بلد مشمس أو تتناول كمية كبيرة جدا من الأسماك الزيتية، فمن المحتمل جدا أنك تحتاج إلى مكملات غذائية للحفاظ على المستوى الطبيعي. ومن المعقول أن نقص فيتامين (د) يزيد من خطر الإصابة بمرض كوفيد-19 الشديد، ولكن جميع الأدلة غير مباشرة. وتضاف إلى هذه الأدلة العلاقة بين وفيات كورونا وخط العرض الشمالي، وبالتالي انخفاض التعرض للأشعة فوق البنفسجية من أشعة الشمس”.