هل ينجح الشباب في إنقاذ السينما السودانية؟
الخرطوم – صقر الجديان
شهدت الفترة الأخيرة رواجا كبيرا للأفلام السودانية التي ينتجها ويخرجها شباب سودانيون والتي استطاعت أن تحظى بتقدير عالمي نسبي.
وبرز الدور الشبابي بشكل لافت خلال مهرجان الفيلم السوداني الأوروبي الذي انطلقت فعالياته في الخرطوم، يوم الاثنين، ويستمر لمدة أسبوع، ويتنافس فيه 13 فيلما شارك في إنتاج وإخراج معظمها شباب من الجنسين لم تتعدى أعمارهم الثلاثين عاما.
وتشير المخرجة السينمائية سارة جاد الله التي تشارك في تنظيم وتحكيم أفلام المهرجان إلى أن السينما السودانية التي تعرضت لانهيار كبير خلال العقود الثلاثة الماضية بدأت تعود تدريجيا خلال الأعوام القليلة الماضية بفضل عدد من الأعمال الشبابية التي تعكس الواقع الحالي.
وتقول المخرجة السودانية لموقع سكاي نيوز عربية إن الكثير من المنتجين والمخرجين الشباب استطاعوا توظيف التكنولوجيا الحديثة في أعمالهم، كما استفادوا من الخدمات التدريبية التي تقدمها بعض المراكز الثقافية الأوروبية الموجودة في العاصمة الخرطوم.
لكن سارة جاد الله تنبه إلى العديد من العقبات التي تواجه انطلاقة السينما الشبابية وعلى رأسها القصور في الجوانب التسويقية التي تشكل عاملا حاسما في استمرارية وتدفق الإنتاج السينمائي.
من جانبه، يؤكد عمر معتصم العضو المؤسس لمجموعة شاشا التي تشرف على مشروع الفيلم السوداني الأوروبي أن المشروع الذي انطلق من المعهد الثقافي البريطاني في السودان بدعم من الاتحاد الأوروبي؛ يسهم بشكل واضح في المحاولات الجارية لنقل الأعمال الشبابية السينمائية إلى العالمية.
ويوضح معتصم أن المشروع يجسد الاهتمام بصناعة الفيلم من خلال تشجيع صناع السينما الشباب على الانخراط في الورش التدريبية والأنشطة التطويرية المصاحبة؛ إضافة إلى تنظيم المهرجانات السنوية والدورية.
ورغم الجهود المبذولة حاليا لإحياء دور السينما التي تناقصت بمعدل 80 في المئة خلال فترة حكم نظام الإخوان التي استمرت 30 عاما قبل أن تطيح بها ثورة شعبية في أبريل 2019؛ إلا أن تلك الجهود ما تزال أقل من المطلوب وتواجه نقصا كبيرا في التمويل في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها السودان حاليا.
وتعتبر تجربة الإخوان “محمد وعبد الرحمن” واحدة من التجارب الشبابية الواعدة في مجال صناعة السينما الشبابية في السودان؛ فقد تشارك الأشقاء مازن ورزان ولينا في إنتاج فيلم “طوبة لهن” الذي نال تقديرا كبيرا على المستويين الأوروبي والعربي خلال العامين الماضيين.
كما نجح الفيلم في الوصول إلى مهرجان “البافتا” في بريطانيا وحصل على تمويل من إدارة المهرجان.
واستحوذ الفيلم خلال عرضه في مهرجان مدينة الأقصر المصرية للسينما الإفريقية في الثامن من مارس على اهتمام كبير من قبل النقاد والمراقبين نظرا لتناوله قضية المرأة في منطقة دارفور بغرب السودان والتي أخذت اهتماما عالميا كبيرا خلال الحرب الأهلية المستمرة هناك منذ العام 2003.
ويرى الكثير من المختصين في القطاع السينمائي أن نجاح “طوبة لهن” الذي شكل أول تجربة للمخرجة رزان عبدالرحمن؛ مؤشرا قويا على إمكانية نجاح صناعة السينما الشبابية في السودان.
وفي السياق؛ قال طلال عفيفي مؤسس “سودان فيلم فاكتوري” – مؤسسة معنية بإنتاج وتعليم وتوزيع الأفلام – لـ” سكاي نيوز عربية” أن “طوبة لهن” وغيره من الأفلام تعطي الأمل بإمكانية تطوير صناعة سينما شبابية واعدة.
لكن رغم حالة التفاؤل التي تسود الأوساط المهتمة بالقطاع؛ إلا أن هنالك اعتراف بحجم التحديات الكبيرة التي تواجه صناعة الأفلام الشبابية.
ويؤكد مازن عبد الرحمن الذي أدار تصوير فلم “طوبة لهن” مع شقيقته رزان أن إنتاج الأفلام الشبابية يواجه العديد من الصعوبات خصوصا الجوانب المتعلقة بالتمويل والمتطلبات اللوجستية الأخرى.
ويقول عبد الرحمن لموقع سكاي نيوز عربية إن مهرجان الفلم الأوروبي السوداني يعتبر منصة جيدة للتعريف بتلك المشكلات التي يجب أن تجد الاهتمام من قبل القائمين على أمر الإنتاج السينمائي بما يؤدي إلى تشجيع الشباب والاستفادة من مواهبهم وقدراتهم.
إقرأ المزيد