هينٌ تستخفه بسمة الطفل قويٌ يصارع الأجيالا
ضمن لياليها الثقافية الماتعة إحتفت رابطة أهل الهلال بالرياض مساء أمس الأول بالكابتن حمودة كشولا أحد نجوم الزمن الجميل الذين ساهموا في زيادة شعبية الهلال وصنعوا له إسماً ومجداً وصاغوا له أغنية وقصيدة بعد ما اجزلوا العطاء وسكبوا العرق داخل المستطيل الأخضر فنٱ وابداعٱ وتطريباً بمنتهى الإخلاص والحب والغيرة ..
كان الحضور كبيرٱ يتناسب وقيمة الكابتن العظيم حمودة كشولا وقيمة رابطة أهل الهلال التي ضمت خيرة الأهلة بالرياض.. كانت ليلة تاريخية بكل معنى الكلمة لن تنمحى عن ذاكرة كل من حضرها تحدث فيها كشولا حديث القلب المفعم بالمواقف والشجن وحلو الذكريات مقدمٱ أجمل الإضاءات عن تاريخ الهلال ورجال الهلال حبهم وإخلاصهم وتفانيهم من أجل أن يكون ناديهم ملء السمع والبصر.
محطات في مسيرة الكابتن رواها بكل فخر مصطحباً كل التفاصيل حلوها ومرها بدقة متناهية وطلاقة مدهشة وشفافية فاقت حد التوقع ليكشف عن سر سحر الهلال الذي سرق القلوب والنُهى وجعل السواد الأعظم من أهل السودان يدينون له بالحب والوفاء ..
تحدث كشولا وهو المصرفي المميز والقانوني الضليع والمثقف الحصيف المتمعق في عالم الشعر والفن والملم بعالم السياسة ودروبها الشائكة الوعرة تحدث عن فترته بالهلال وهي أزهى وأبهى الفترات في تاريخ نادينا أيام الدحيش والفاتح النقر وشوقي عبد العزيز وشيخ إدريس بركات وزغبير ومن منا لا يعرف هؤلاء الاماجد العظام الذين سطروا أسمائهم بمداد من ذهب في تاريخ العظماء بنادينا تحدث ايضٱ عن العمالقة من الإداريين أحمد عبد الرحمن الشيخ والباشمهندس عبد الله السماني الذين يسد الواحد منهم قرص الشمس تحدث عن تلك الفترة ايام كان للحياة طعم مختلف وكان للهلال شنة ورنة وكان كل شيء مرتب ومنسق وجميل قبل أن يستوطن القبح الذي بدأ بالرياضة الجماهيرية الطعنة المسمومة في خاصرة الرياضة والكرة التي اقعدتنا عن ركب التقدم وكانت سبباً في تخلفنا وتموضعنا وتراجعنا وبؤس حالنا وهواننا بين الأمم ونحن من أسسنا الإتحاد الإفريقي وعلمنا الناس ابجديات اللعبة.
كشولا الذي ما رأيت لاعباً من الهلال في طلاقة لسانه وكمال ثقافته وروعة سرده حكى تفاصيل أهم المحطات في مسيرته بطريقة جاذبة شيقة حكى عن فترته بهلال الأبيض واختياره للمنتخب الوطني قبل أن يرتدي شعار الهلال ورفضه لعرض المريخ باعتبار أنه إبن الهلال ولا يريد أن يتسربل إلا بردائه حيث الطهر والنقاء والعز الذي لا يدانيه عز وتلك هي الفطرة السليمة وأجمل ما أسر به هو حافز التسجيل الخرافي الذي غيَّر أثاث وملامح منزله واشاع الفرحة في ربوع عروس الرمال وسط الصحاب والمحتاجين ومن بركات ذلك الحافز أن جزء منه ذهب إلى البنك كوديعة ففي ذلك الزمان كل شيء كان مباركاً ومن إمتلك ال15 ألف جنيه صار من علية القوم وأثريائها.
كشولا الذي اشتهر بالشراسة في الأداء وهو الصخرة التي تتكسر عندها كل طلعات المهاجمين وأحلامهم كشف عن جانب آخر في حياته نشأته برفقة العملاق عبد العزيز العميري رفيق الصبا الذي قال عنه كنا كفرسيّ رهان نتسابق في كل ضروب الفن شعراً وفناً وادباً ولا أحد يملك ذخيرة معرفية عن العميري مثلما يملكها كشولا الذي تشابه دواخله المرهفة المترعة بالجمال والمحبة للخير والوطن والناس دواخل ذاك الذي قال : هين تستخفه بسمة الطفل قوي يصارع الأجيالا ماجن حطم القيود وصوفي قضى العمر نشوة وإبتهالا.
لقد كانت ليلة للتاريخ عشناها بدار رابطة الهلال بالجرادية تعرفنا فيها على كشولا هذا الشامخ الذي يحاكي النخيل في العلو والشموخ ونهرنا العظيم في العطاء وارضنا الطيبة في السخاء وتعرفنا على جزء مهم من تاريخ نادينا وصنيع الأوفياء من رجالاته وقد تواصل المد الإبداعي بفاصل من الأغنيات الوطنية بصوت الجميل إبن العليفون والذي شدا برائعة سيد خليفة “يا وطني يا بلد احبابي” تلك الملحمة الجبارة التي تهز ثبات أعتى الرجال فسالت الدموع من عيون الرجال لتؤكد شيئاً واحداً أن هذا الوطن العظيم لن يُهزم مهما تكالبت عليه قوة الظلام.. والبزدريك يا سودان يا خوفو من غضبك عليهو ومن مشيك يا خوفو من أجلو الوشيك.