واشنطن لم تغادر مربع التردد حيال الأزمة السياسية في السودان
الولايات المتحدة الأميركية تخشى استمالة روسيا للجيش السوداني على حسابها.
الخرطوم – صقر الجديان
شدد السفير الأميركي الجديد لدى الخرطوم جودي جودفري الخميس على دعم بلاده لرغبة الشعب السوداني في “تعزيز التقدم الانتقالي الديمقراطي تحت رعاية حكومة مدنية”، إلا أن محللين يقولون إن الولايات المتحدة لم تمارس ضغوطا حقيقية من أجل استعادة المسار الديمقراطي في السودان.
وقال مراقبون إن واشنطن لم تغادر مربع التردد حيال الأزمة السياسية في السودان، إذ أنها تحاول المراوحة بين دعم المدنيين وعدم إغضاب المكون العسكري المسيطر على السلطة منذ الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي.
ويعزو المراقبون تردد واشنطن في اتخاذ خطوات ضاغطة على قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان، إلى مصالحها الإستراتيجية في السودان والتي باتت مهددة بالنفوذ الروسي.
ويخشى الأميركيون استمالة موسكو للجيش السوداني على حسابها، إذ تسعى روسيا منذ مدة إلى عقد اتفاقيات مع الخرطوم من بينها استغلال ميناء بورتسودان الإستراتيجي.
وقال جودفري “سأعمل على تحقيق أحلام الشعب السوداني في الحرية والسلام والعدالة”.
وتابع “نقرّ بالتزام المؤسسة العسكرية لسحب الجيش من الحياة السياسية بمجرد تشكيل حكومة مدنية جديدة”. وأكد تشجيع واشنطن كل الفاعلين “للمشاركة في حوار شامل لتأسيس حكومة مدنية جديدة واستعادة الانتقال الديمقراطي”.
تردد واشنطن في اتخاذ خطوات ضاغطة على قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان يعود إلى مصالحها الإستراتيجية والتي باتت مهددة بالنفوذ الروسي
وأردف “حان الوقت لتأسيس حكومة مدنية تتمتع بالمصداقية، وهي خطوة مهمة تساعد على استئناف المساعدات للحكومة، وقد تساعد السودان في الخروج من الأزمات السياسية والاقتصادية وتعزيز التعاون مع الولايات المتحدة”.
ومنذ الخامس والعشرين من أكتوبر 2021، يشهد السودان احتجاجات شعبية تطالب بعودة الحكم المدني وترفض إجراءات استثنائية فرضها رئيس مجلس السيادة الانتقالي قائد الجيش عبدالفتاح البرهان.
ويعتبر الرافضون هذه الإجراءات “انقلابا عسكريا”، بينما قال البرهان إنها تهدف إلى “تصحيح مسار المرحلة الانتقالية”، وتعهد بتسليم السلطة عبر انتخابات أو توافق وطني.
والأربعاء، أعلنت السفارة الأميركية أن جودفري تسلم مهامه، وهو أول سفير لواشنطن في السودان منذ نحو 25 عاما.
وعام 1996، أغلقت واشنطن سفارتها لدى السودان، بعد أن أدرجته على قائمة ما تعتبرها “دولا راعية للإرهاب”، لاستضافته زعيم تنظيم القاعدة آنذاك أسامة بن لادن.
وأعادت واشنطن فتح السفارة في عام 2002، لكنها اكتفت بإرسال قائمين بالأعمال وظلّ التمثيل الدبلوماسي دون مستوى السفير.
وفي مايو 2020، عيّنت الخرطوم أول سفير لدى واشنطن بعد شغور المنصب أكثر من 20 عاما، في خطوة لتطبيع العلاقات بين البلدين.
وفي الثالث والعشرين من أكتوبر من العام ذاته، شكر رئيس الوزراء السوداني حينها عبدالله حمدوك، الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب، على توقيعه أمرا تنفيذيا برفع اسم السودان من قائمة “الدول الراعية للإرهاب”.
إقرأ المزيد