وجدي صالح يحذر من استغلال تناقضات العسكر حيال «الإطاري»
الخرطوم – صقر الجديان
حذر قيادي في حزب البعث العربي الاشتراكي الأحد، من استغلال القوى السياسية لتناقضات قادة الجيش حيال الاتفاق “الإطاري” وعده لعباً بالنار.
وأظهر قادة الجيش تصريحات تشير إلى احتمال تنصلهم عن الاتفاق الإطاري، حيث قال رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان إن المؤسسة العسكرية لا تريد أن تمضي في الاتفاق الإطاري مع جهة واحدة، أعقبه تصريح عضو المجلس شمس الدين كباشي قال فيه بأن الجيش لن يحمي دستور غير متوافق عليه.
ومقابل الشكوك التي يلقيها قادة الجيش على الاتفاق الإطاري، ظل قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان “حميدتي” يؤكد التزامهم به وعدم التراجع عنه.
وقال القيادي في حزب البعث وجدي صالح في مؤتمر صحفي بمنصة “سلا نيوز” الأحد إن “قادة الانقلاب ليسوا بالسذاجة التي يتصورها البعض ولديهم أفكار كذلك، ولا يمكن الرهان على تناقضاتهم لأنه ليس من المصلحة العمل على خلقها لأن ذلك يهدم الهدف الرئيس للانتقال الديمقراطي”.
وتوقع فشل العملية السياسية الجارية قريبا وتوقفها في محطة الاتفاق الإطاري قبل الوصول لمرحلة الاتفاق النهائي.
وتواجه العملية السياسية الجارية رفضا من تيارات سياسية عديدة أبرزها تحالف الكتلة الديمقراطية التي تضم حركات مسلحة والحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل علاوة على رفضه من الإسلاميين وبعض تنسيقيات لجان المقاومة.
وأكد صالح إن المشروع المطروح حاليا ليس هو ما صاغته اللجنة المختصة وكشف عن إجراء تعديلات عليه بواسطة قادة الانقلاب.
وعلق على مؤتمرات القضايا المعلقة في الاتفاق الإطاري وقال بأن الورش التي أقامتها أطراف الإطاري لن تغير شيئا بعد موافقة الحرية والتغيير للملاحظات والتعديلات الجوهرية التي قدمها ما وصفهم ب”الانقلابيين”.
وعقدت القوى الموقعة على الاتفاق مؤتمرين عن تقييم اتفاق السلام وتفكيك بنية النظام السابق، من أصل 5 مؤتمرات نص عليها الاتفاق، وتتمثل البقية في العدالة وإصلاح قطاع الأمن والدفاع وحل أزمة الشرق.
وأشار صالح إلى أن هناك أفراد داخل القوات المسلحة يؤمنون بالديمقراطية وخروج المؤسسة من العمل السياسي وإيقاف أطماع بعض منسوبيها تجاه السلطة، وذكر أنه ليس من المصلحة تقسيم المؤسسة العسكرية وإشعال حرب بالبلاد حال اصطدام من لديهم طموحات سياسية وقال “أن الضحية سيكون هو الشعب”.
واستبعد انحياز القوات المسلحة إلى ما وصفه بـ”الشارع المنقسم” وتابع “حال توحدت قوى الثورة يمكن التنبوء بانحيازها”.
وشدد على ضرورة وحدة قوى الثورة والعمل على تأسيس جبهة مقاومة لإسقاط الانقلاب أساسها عدم التحالف مع قوى لا تؤمن بإسقاطه وتعمل على خيار “تقعد بس” دون خيارات أخرى.
وبرر مغادرة البعث لائتلاف الحرية والتغيير لإقدام التحالف التوقيع على اتفاق مع قادة الانقلاب وتغيير نصوص داخل الإعلان الدستوري الذي صاغته نقابة المحاميين السودانيين.
ونفى وجود تواصل رسمي في الوقت الراهن مع قوى الحرية والتغيير، منوها إلى أن الحزب لا يقوم بتخوين أحد بل يرحب بهم دائما حال تراجعوا بعد اكتشافهم لخطأ الخطوة التي قاموا بها مع قادة الانقلاب.
ولفت إلى أهمية عدم “الانجرار” خلف معارك بين قوى الثورة وتابع “على الأطراف في العملية السياسية فتح أذانهم والاستماع للناس لأن وجودهم بعيدا يعد خصما لكل القوى الثورية”.
وأعلن ترحيب حزب البعث بأي مبادرة تضم قوى مناهضة للانقلاب وإسقاطه، ونوه إلى وجود رؤية للحزب تجري حولها مناقشات لوحدة قوى الثورة المناهضة للانقلاب.
وفي سياق آخر وصف صالح زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي أيلي كوهين للخرطوم بالجريمة التي لا تغتفر ارتكبها قادة الانقلاب.
من جهة أخرى وصف المتحدث باسم تجمع المهنيين السودانيين علاء الدين نقد تصريحات قادة الجيش بانها “مناورة” تتزامن مع قرب وصول العملية السياسية لمرحلتها الأخيرة.
وقال نقد ل”سودان تربيون” “الجيش يواصل في مناوراته كلما نجحت ورشة بعد الأخرى يسيطر عليهم الإحساس بالخطر”، ونوه بان العسكر مرغمون على الاتفاق الإطاري نظرا لفشل انقلابهم ومواجهتهم للضغط الشعبي والخارجي.