مقالات الرأي

ورحل العملاق قاقا

 

رحل بالأمس كابتن السودان والهلال الدكتور السفير علي قاقرين.. رحل في هدوء يشابه طباعه وأخلاقه ليفجر رحيله بركانٱ من الحزن وسط الرياضين لاسيما أهل الهلال الذين تعلقوا به مثلما تعلقوا بناديهم فقد كان دكتور قاقرين -رحمة الله عليه- رجل مجتمع من الطراز الفريد يتفقد الناس ويتواصل مع الجميع تجده في الأفراح والأتراح وكل الملمات وقد تعملق في هذا الجانب مثلما تعملق في العديد من الجوانب الأخرى.

قاقرين الكابتن والدكتور والسفير عرف بالتواضع وهي صفة لا تجدها في من يحمل مزاياه ومؤهلاته لذلك احبه الناس وذرفوا الدمع السخين لوداعه وتباروا في نعيه وما يلفت النظر هنا أنه حتى المشجع البسيط لديه البوم من الصور مع قاقرين وتلك محبة الله الذي إذا أحب عبدٱ حبب الناس فيه ونشهد لعليٱ صاحب القلب الكبير أنه كان يحب الجميع وكان محبوبٱ من الجميع.

تعملق قاقرين على كل اللاعبين بأنه الهداف التاريخي لمواجهات الديربي بعدد 19 هدفٱ عجز كل من جاء بعده من حتى الإقتراب إلى محطتها وتعملق على نجوم الهلال بأنه صاحب البصمة الكبرى في الفوز بكأسي الذهب وبسببه أعلن نميري الرياضة الجماهيرية عندما هتفت جماهير الهلال عقب فوز فريقها بهدف قاقا في مبارة الثورة الصحية عام 1976 “ابوكم مين .. قاقرين” وهو هتاف مقتبس من الهتاف الحصري لنميري “ابوكم مين .. نميري” وساهم قاقرين في فوز منتخبنا الوطني ببطولة كأس الأمم الأفريقية.

وتعملق قاقرين على كل نجوم العالم بانه لم يهدر في حياته ركلة جزاء وكل من زامل قاقا أو كان شاهداً على إبداعه داخل المستطيل الأخضر يؤكد أنه كان يتصدى على الدوام لتنفيذ ركلات الجزاء وقد سألته ذات مرة عن سر هذا التميز فقال لي أنه يحرص قبل بداية التدريبات على تنفيذ ست ركلات ما جعله يتقن إيلاج الكرة في الشباك لذلك لم يحدث أن أضاع ركلة جزاء في مباراة تنافسية طوال مسيرته بالهلال والمنتخب الوطني ونادي النصر ونادي استاد أبيدجان العاجي.. وتعملق قاقا ايضٱ بحسن الخلق إذ أنه وطوال تاريخه الطويل في الملاعب لم ينال كرتٱ أحمر ولم يحدث أن انذره أو هدده حكمٱ بالطرد.

رحم الله أسطورة الكرة السودانية واحد نجومها الكبار صديقي الكابتن علي قاقرين والذي تحدثت معه عبر الهاتف قبل أن يلم به هذا الطارئ الذي كان سببٱ في رحيله وكانت سعادته كبيرة بوجودي في الرياض التي كان ينوي زيارتها بداية الشهر القادم حيث قال لي وبالحرف الواحد “سألتقي بك هناك يا صديقي رفقة الجميل جلال الصحافة وهلالاب الرياض الرائعين” لكن الموت كان أسرع ولا نقول إلا ما يرضي الله رب العالمين فاللهم جازه بالاحسان إحسانٱ وبالسيئات عفواً وغفرانا واجعل القبر أولى منازله بالفردوس الأعلى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى