البوليساريو تخطف الفتاة “فلاحة صغيرة” في مخيم تندوف وتحرق وثائقها
مدريد – صقر الجديان
ذكر تقرير إعلامي إسباني أن جبهة البوليساريو الانفصالية عمدت إلى اختطاف فتاة صغيرة في مخيم تندوف بعد قدومها لزيارة عائلتها المتبنية لها في إسبانيا، وقامت بإحراق وثائق هويتها التي من بينها جواز سفرها وغيرها.
وتاتي هذه الجريمة الجديدة لتنضاف إلى رصيد الانفصاليين المتهمين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية, في مخيمات تندوف فوق الاراضي الجزاءىرية.
ووفق مصادر من عين المكان باسبانيا، اتصلت الفتاة التي تدعى فلاح (18 عاما) وتعمل بشركة توصيل الطعام الإسبانية “بوتينسون”، قبل شهر بشخص يدعى “حمادة صالح مولود” وطلبت منه إخراجها من مكان احتجازها، وعاد حمادة في 10 ديسمبر ٢٠٢٣ إلى ملقة بإسبانيا، حيث يعيش، وتحدث مع العاءىلة الإسبانية.
وكخطة محبوكة من طرف حمادة تم التوافق على أن تدفع الأسرة الإسبانية ثمن اعداد وثائق بديلة للفتاة، وإغفال الشرطة العسكرية الجزائرية ، كتصرف ملتو جرت العادة عليه لتمرير افراد من تندوف عبر مناطق من التراب الجزائرى بقيمة 2500 يورو.
ووفق تلك الخطة المحبوكة التي تعتبر حسب المهربين “باستخدام السلوك الآمن،” استغل افراد من بوليساريو وجود الفتاة فلاح، البالغة 18 عاما، في حفل زفاف باسبانيا وقاموا بإخراجها، وتهريبها إلى سيارة في بوتيكون، واقتيدت إلى وهران بالجزائر.
يعدّ هذا السلوك مثالا جديدا على نظام الإرهاب والتسلط الذي تفرضه عصابة جبهة البوليساريو المسلحة و مثالا للابادة الجماعية التي تمارسها البوليساريو في مخيمات تندوف، والذي أصبح ماركة تجارية حقيقية لقادتها، وذلك بدعم من السلطات الجزاءىرية.
وبتسلسل الاحدات اتضح انه
بمساعدة الجزائر.. “البوليساريو” تبتز عائلة إسبانية ماديا مقابل السماح لابنتهم بمغادرة مخيمات تندوف
ويتضح ايضا لمتتبعي اختراق جبهة “البوليساريو” الانفصالية التي تعيش أزمة مالية حادة لكل الحريات انها وصلت إلى درجة ابتزازها أسرة إسبانية ماديا، مقابل عودة ابنتهم الصحراوية بالتبني إلى حضنها.
قام الكيان الانفصالي بالضغط على العائلة البيولوجية للفتاة فيلح منت شهيد منت لعروسي، حتى تمنعها من الرجوع إلى إسبانيا؛ حيث تعيش مع أسرتها بالتبني؛ بعد زيارة قامت بها إلى مخيمات تندوف.
وجاء ذلك بعد أن طلبت الجبهة الوهمية من الأسرة الإسبانية فدية لقاء الإفراج عن المختطفة فيلح، إلا أن هذه الأخيرة رفضت الخضوع لابتزاز “البوليساريو”.
وقامت الأسرة البيولوجية لفيلح بتمزيق وثائق سفرها، حتى تكرهها على البقاء في مخيمات تندوف، قبل أن تلقى مساعدة من مهرب صحراوي، هو حمادة ولد صالح، الذي استعانت الأسرة الإسبانية بخدماته؛ حيث هرب الفتاة الصحراوية من المخيمات.
لكن بدل أن تقوم السلطات الجزائرية بمساعدة فيلح على الرجوع إلى إسبانيا؛ استنفرت أجهزتها لإرجاع الفتاة الصحراوية قسرا إلى المخيمات، وذلك لحسابات واهية تظنها انها ستهدئ الوضع المتأزم بين عائلتها وعائلة المهرب الذي يتم تهديده بالقتل.
امام هذا المشهد المروع يتضح مرة اخرى للمجتمع الدولي انه بالاضافة الى استغلال القاصرين والأطفال في مخيمات تندوف باجبارهم على حمل السلاح فان هوءلاء الاطفال يتم توظيفهم في الابتزاز المادي للاسر التي من بينها الاسرة الاسبانية التي تم تسليم الفتاة اليها.
للتذكير وعلاقة بموضوع الاختطافات فقد اعدت المنظمة الإفريقية لمراقبة حقوق الإنسان (أفريكا ووتش) أعدت مؤخرا تقريرا سلطت فيه الضوء على انتهاكات ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية من بينها تعرض محتجزين بتندوف مناوئين لسياسات البوليساريو، للإخفاء القسري والتعذيب والتجويع والاغتصاب والقتل.
ونددت المنظمة في تقرير أرسلته إلى جوشوا هاريس، نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركي المكلف بشمال إفريقيا، بوضع صعب يواجهه المتجزون بتندوف، بعيدا عن أعين العالم ووسط حصار مطبق على المخيم وتضييق الخناق على النشطاء الذين سبق أن تعرضوا للاعتقال والمراقبة المستمرة لترهيبهم وتكميم أفواههم.
التقرير الذي رفعته إلى هاريس جاء عقب الزيارة التي قام بها لمخيم تندوف من أجل إعادة تنشيط المفاوضات حول النزاع المفتعل في الصحراء المغربية.
وسلطت منظمة “أفريكا ووتش” الضوء على ما أكدت أنها “انتهاكات جسيمة يجري ارتكابها داخل وحول المخيمات من قبل قيادات جبهة البوليساريو وعناصر الجيش الجزائري المتمركزين بمنطقة تندوف، فضلا عن القمع والمضايقات والمظاهرات الاستعبادية التي تتعرض لها النساء ومحاولات إسكات المدافعين عن حقوق الإنسان والناشطين في المخيمات”.