حظر التجوال في الفاشر عقب سيطرة الدعم السريع على مخيم زمزم
الفاشر – صقر الجديان
أصدرت السلطات بولاية شمال دارفور، الاثنين، قراراً بحظر التجوال داخل الفاشر في الفترة المسائية اعتباراً من يوم غدٍ الثلاثاء، في وقتٍ كشف متحدث باسم مخيم زمزم عن مقتل وإصابة أكثر من 500 شخص واختطاف العشرات بينهم فتيات، جراء هجمات الدعم السريع على المخيم.
ويأتي قرار حظر التجوال داخل عاصمة شمال دارفور، بعد يوم واحد من سيطرة الدعم السريع على مخيم زمزم الواقع على بعد 12 كيلومتراً جنوب الفاشر.
وقالت لجنة أمن ولاية شمال دارفور في بيان إن “لجنة أمن الولاية أصدرت قراراً بحظر التجوال داخل مدينة الفاشر من الساعة السابعة مساءً حتى الخامسة من صباح اليوم التالي، اعتبارًا من الثلاثاء”.
واستثنى القرار عيادات الأطباء والمعامل والصيدليات والحالات الطارئة وتناكر المياه.
وفي الأثناء، قال المتحدث باسم مخيم زمزم، محمد خميس دودة، في بيان وصلت نسخته “شبكة صقر الجديان”، إن “التقديرات الأولية تشير إلى سقوط أكثر من 500 شهيد وجريح، إلى جانب مئات المختطفين والأسرى، فيما لا يزال مئات الأطفال وعشرات النساء في عداد المفقودين”.
وأشار إلى أن النازحين تعرضوا لقتل جماعي واغتصاب علني أمام ذويهم، بجانب الحرق الكامل للمساكن دون أي تمييز.
وكشف المتحدث عن تلقيهم معلومات مؤكدة تفيد باعتراض عدد من الفارين باتجاه بلدة طويلة، وتصفية 15 منهم ميدانياً بدم بارد، واقتياد أكثر من 25 فتاة إلى جهات مجهولة، وسط مخاوف من تعرضهن لانتهاكات جسيمة.
وذكر أن عناصر الدعم السريع أقدموا على ذبح بعض الشباب الذين رفضوا مغادرة أسرهم من المخيم بطريقة وحشية، في مشاهد قال إنها تذكر بالإبادة الجماعية.
وحمل المتحدث قوات الدعم السريع وحلفاءها في القوة المحايدة المسؤولية الأخلاقية والجنائية جراء ما تعرض له النازحون، وأكد أن هذه الجريمة لن تمر دون عقاب.
وطالب الحكومة السودانية بتحمل مسؤوليتها الوطنية والتدخل الفوري لإنقاذ الجرحى وكبار السن والأطفال، لكون الصمت على المجازر يعد تواطؤًا صريحًا، وفقاً لقوله.
ونادى بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة للتحقيق في الجريمة، وفرض هدنة إنسانية عاجلة لتمكين الأهالي من دفن الضحايا الموجودين في العراء، وتقديم الإغاثة والعلاج للجرحى الذين تُركوا يصارعون الموت.
ووجد الهجوم على المخيم وإفراغه من ساكنيه إدانات واسعة من الأمم المتحدة، ودول قطر، والسعودية، والإمارات، ومصر، وتركيا، علاوة على الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
وصول فارين
إلى ذلك، أفاد ناشطون أن مدينة الفاشر ما تزال تستقبل عشرات النازحين الفارين من مخيم زمزم بعد استباحته من قوات الدعم السريع.
وقال المتطوع في غرف طوارئ الفاشر، مصطفى حمدون ، إن ما يزيد عن 50 أسرة، جرى استقبالهم في الأحياء الجنوبية للفاشر، علاوة على حي الدرجة الأولى وجامعة الفاشر.
وأوضح أن النازحين الذين وصلوا إلى المدينة يعانون من الإرهاق الشديد جراء السير على الأقدام لمدة يومين، مع انعدام مياه الشرب والطعام، كاشفاً عن وفاة عدد من كبار السن والأطفال جوعاً في الطريق ما بين الفاشر وزمزم.
وتعاني الفاشر من ندرة وانعدام لعدد كبير من السلع الغذائية والمياه الصالحة للشرب، بعد أن شددت قوات الدعم السريع الحصار هذا العام على المدينة، ومنعت وصول القوافل التجارية والإنسانية ضمن خطط ترمي للسيطرة على المدينة.
وقاد انعدام الغذاء والدواء أكثر من ثمانية آلاف شخص إلى الفرار خلال الأسبوع الماضي صوب بلدة طويلة الواقعة تحت سيطرة حركة تحرير السودان، قيادة عبد الواحد نور.