علوم

اكتشاف السر الجيني للتنبؤ بسن انقطاع الطمث لدى النساء

 

حدد العلماء ما يقارب 300 اختلاف جيني يؤثر على عمر سن اليأس عند النساء، ما قد يمهد الطريق لعلاج الخصوبة الذي يمكن أن يطيل العمر الإنجابي الطبيعي للمرأة.

ووجد فريق من جامعة إكستر أن هذه المتغيرات الجينية قادرة على التنبؤ تقريبا بالعمر الذي ستتوقف فيه الدورة الشهرية عند بعض النساء، وتحديد أولئك المعرضات لخطر انقطاع الطمث المبكر.

ويمكن أن تؤدي هذه النتائج إلى تحسين علاجات العقم في المستقبل وزيادة عمر الإنجاب الطبيعي للنساء، وفقا للخبراء.

ويمكنهم أيضا وضع الأساس لأبحاث مستقبلية حول الوقاية من أنواع معينة من السرطان المرتبطة بالهرمونات، مثل سرطان المبيض والثدي، وكذلك داء السكري من النوع الثاني.

وتُعرف مرحلة انقطاع الطمث بأنها التغييرات التي تمر بها المرأة قبل وبعد توقف الدورة الشهرية ولم تعد قادرة على الحمل بشكل طبيعي.

وقالت الدكتورة كاثرين روث، المؤلفة المشاركة في الدراسة، من جامعة إكستر: “نأمل أن يساعد عملنا في توفير إمكانيات جديدة لمساعدة النساء على التخطيط للمستقبل. ومن خلال العثور على العديد من الأسباب الجينية للتنوع في توقيت انقطاع الطمث، أظهرنا أنه يمكننا البدء في التنبؤ بأي من النساء قد يكون لديهن انقطاع طمث مبكر وبالتالي يكافحن من أجل الحمل بشكل طبيعي”.

ونظر الباحثون في البيانات الجينية التي تم جمعها من 201323 امرأة من أصل أوروبي و80 ألف امرأة أخرى من أصل شرق آسيوي، من البنك الحيوي في المملكة المتحدة، الذي يحتوي على معلومات صحية ووراثية لنحو نصف مليون شخص، بالإضافة إلى 23andMe، شركة اختبار الحمض النووي للمستهلك.

كما قاموا بتصميم نماذج الفئران لفحص تأثيرات بعض الجينات على العمر الإنجابي للقوارض.

وفي الفئران، وجد الباحثون جينين معينين، Chek1 و Chek2، يؤثران على الخصوبة والعمر الإنجابي.

ووجد الفريق أن تعطيل Chek2 بحيث لا يعمل مع الإفراط في التعبير عن Chek1 لتعزيز نشاطه، يزيد من العمر الإنجابي في الفئران بنحو 25%.

وفي الوقت نفسه، في النساء اللواتي يفتقرن بشكل طبيعي إلى جين Chek2 النشط، وجد العلماء أنهن يصلن إلى سن اليأس في المتوسط ​​بعد 3.5 سنة من النساء اللواتي لديهن جين نشط بشكل طبيعي.

وقالت البروفيسورة إيفا هوفمان، من جامعة كوبنهاغن، وهي أيضا مؤلفة مشاركة في الدراسة، إن النتائج التي توصلوا إليها “توفر اتجاها جديدا محتملا للنُهج العلاجية التي قد تسعى إلى علاج العقم، لا سيما في علاج أطفال الأنابيب، حيث يعتمد الإخصاب في المختبر على التحفيز الهرموني للمرأة”.

وهناك، بالطبع، عدد من الأسئلة العلمية ومخاوف السلامة التي يجب معالجتها قبل محاولة ذلك لدى البشر.

وتابعت هوفمان: “ما تظهره دراساتنا هو أنه من الممكن أن يساعد التثبيط المستهدف قصير المدى لهذه المسارات أثناء علاج التلقيح الاصطناعي بعض النساء على الاستجابة بشكل أفضل”.

ودرس الباحثون أيضا بعض الآثار الصحية المترتبة على انقطاع الطمث المبكر أو المتأخر.

ووجدوا، وراثيا، أن انقطاع الطمث المبكر يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني ويرتبط بصحة العظام السيئة وزيادة خطر الإصابة بالكسور.

لكنهم وجدوا أيضا أن انقطاع الطمث مبكرا يقلل من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، مثل سرطان المبيض والثدي.

وأضافت الدكتورة روث: “توصلنا إلى أن انقطاع الطمث المبكر كان مرتبطا سببيا بانخفاض خطر الإصابة بالسرطانات الحساسة للهرمونات. ونعتقد أن هذا يرجع على الأرجح إلى التعرض لفترة أقصر لمستويات عالية من الهرمونات الجنسية (والتي تكون عند مستويات أعلى عندما تكون المرأة لا تزال في فترة الحيض).”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى