مقالات الرأي

الإمارات ونهج المبادرات الإنسانية

بقلم : خورشيد دلي

لا يمكن النظر إلى المبادرات الإنسانية التي تقدمها دولة الإمارات في الأزمات والكوارث الطبيعية، التي تجتاح عالمنا المعاصر، بعيدًا عن النهج الإنساني المعتمد في السياسة الخارجية الإماراتية.

فأينما حلّت هذه الكوارث والأزمات سرعان ما تجد المؤسسات الخيرية والإنسانية والإغاثية الإماراتية سبّاقة إلى تقديم الدعم، بعيدًا عن تمييز عرق أو دين أو جغرافيا، حتى أصبحت الإمارات نموذجًا للمبادرات الإنسانية الخيرية، التي تقول التقارير إنها شملت منذ تأسيس دولة الإمارات 201 دولة، تم خلالها تقديم 320 مليار درهم إماراتي، وبذلك باتت نموذجًا متقدمًا لدول العالم في تقديم العون الإنساني.

ولعل أبلغ تعبير عن تجسيد هذا النهج ما قاله رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في أول خطاب له بعد توليه الحكم: “على نهج زايد الخير سنعمل على تعزيز دورنا ضمن الدول الرائدة عالميا في تقديم المساعدات التنموية والإنسانية والعمل الخيري.. والاستمرار في مد يد العون إلى المجتمعات في جميع أنحاء العالم، دون النظر إلى دين أو عرق أو لون”.

ما قاله الشيخ محمد بن زايد آل نهيان شكَّل بوصلة السياسة الإماراتية في الاستجابة السريعة لتقديم الدعم الإنساني للعديد من الدول، التي تعرضت خلال الفترة الماضية إلى كوارث كالزلازل والمجاعات والفيضانات.. من باكستان شرقًا خلال محنة الفيضانات الأخيرة، التي اجتاحت عددا من أقاليم البلاد، مرورًا بأفغانستان التي تعرضت لزلزال مدمر، وصولا إلى السودان غربًا، والذي اجتاحته السيول، فضلا عن مبادرات مماثلة شملت العديد من الدول التي اجتاحتها أزمات نقص الغذاء بسبب التصحر والجفاف وتداعيات الحرب الروسية-الأوكرانية… كل ذلك وفق نهج معلن يقوم على المبادرة السريعة والإرادة القوية الواضحة، والقيم الإنسانية السامية، بهدف وحيد هو التخفيف من معاناة ملايين البشر الذين يتعرضون لهذه الكوارث، دون انتظار ثمن أو مقابل.

مئات المؤسسات الخيرية على أرض دولة الإمارات تُعنى بتقديم الدعم الإنساني، وقد تجلّت هذه السياسة الحكيمة في تأسيس “مدينة الإمارات الإنسانية”، وفي الاهتمام الكبير بـ”يوم زايد للعمل الخيري”، وتقديم عشرات المشاريع الخيرية في هذه المناسبة، والدور الكبير الذي تقوم به عشرات المؤسسات الإماراتية الإنسانية والخيرية على امتداد العالم، وهو ما يؤكد وجود إرث إماراتي راسخ في هذا الدرب الخيِّر، يعود الفضل فيه إلى المبادئ التي أرساها المؤسس الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وإلى وجود قيادة وحكومة وشعب، بات العمل الإنساني سمة من سمات رؤيتهم في التعامل مع العالم وقضاياه الإنسانية.

يؤكد كل ما سبق أن العمل الإنساني للإمارات هو عمل مؤسسي مستدام، ونهج دولة يقوم على القيم الإنسانية التي تتجاوز الحدود الجغرافية، حتى غدت الإمارات تتبوأ الصدارة العالمية عاصمةً للخير والإنسانية، إذ تكاد لا توجد أزمة إنسانية تحدث هنا أو هناك في أرجاء الأرض، إلا وتجد يد العون الإماراتية واصلة إليها سريعًا، في مبادرات إنسانية تسمو فوق كل شيء.

اعتماد الاعتبارات الإنسانية البحتة في عالمنا كمحرِّك لسلوك الدول هو درس مستخلص من النهج السامي لدولة الإمارات، خاصة مع ازدياد التحديات، كتغيرات المُناخ، وكوارث الطبيعة، وضرورة تأمين الغذاء والدواء للملايين، بعيدًا عن ضغوط يمارسها البعض لتحقيق أغراض بعينها، فشعوب العالم باتت في حاجة ماسة إلى من يخفف أوجاعها.. وهنا تبرز دولة الإمارات كبيرة ووفية على درب تخفيف آلام البشرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى