السعودية تدين مقتل سودانيين بهجمات على مخيمين بالفاشر
وزارة الخارجية تؤكد "رفض المملكة هذه الانتهاكات"..
الرياض – صقر الجديان
أدانت وزارة الخارجية السعودية، الأحد، مقتل وإصابة العديد من السودانيين إثر الهجمات على مدينة الفاشر، بما فيها مخيما “زمزم وأبو شوك” للنازحين غرب البلاد واعتبرتها “انتهاكا للقانون الدولي”.
وفي بيان، أعربت الوزارة عن “إدانة المملكة العربية السعودية واستنكارها للهجمات التي تعرضت لها مخيمات للنازحين حول مدينة الفاشر (زمزم وأبو شوك)، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة العديد من الأشخاص، في انتهاكٍ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”.
وشددت الوزارة على “رفض المملكة هذه الانتهاكات وضرورة توفير الحماية للعاملين في المجال الإغاثي والإنساني”.
وفجر الأحد، أعلنت “منسقية مقاومة الفاشر” (لجنة شعبية) أن حصيلة ضحايا هجمات قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، بما فيها مخيما “زمزم وأبو شوك” للنازحين، بولاية شمال دارفور غربي السودان تجاوزت، أمس السبت، 320 قتيلا وجريحا.
ومنذ 10 مايو/ أيار 2024، تشهد الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور اشتباكات بين قوات الجيش و”الدعم السريع” رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.
كما أكدت الخارجية السعودية على أهمية وقف الهجمات وتجنب استهداف المدنيين وتنفيذ ما تم التوقيع عليه في إعلان جدة بتاريخ 11 مايو/ أيار 2023، وهو الالتزام بحماية المدنيين في السودان.
وأعربت الوزارة عن صادق تعازيها ومواساتها لذوي القتلى وتمنياتها للمصابين بالشفاء العاجل.
والسبت، قالت شبكة أطباء السودان، في منشور عبر إكس: “خلال يومين، قامت قوة تتبع للدعم السريع بتصفية 10 من الكوادر الطبية، بينهم مدير مستشفى أم كدادة، بولاية شمال دارفور، و9 آخرين من الكوادر الطبية العاملة بمعسكر زمزم للنازحين، عقب الهجوم الذي نفذته الدعم السريع الجمعة”.
وبهذا الخصوص، قالت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين بدارفور (لجنة أهلية)، في بيان، إن “مخيم أبو شوك للنازحين تحول مساء السبت من جحيم الحرب إلى ساحة مأساة جديدة بعد أن أقدمت قوات الدعم السريع على استهدافه بالقصف المدفعي أثناء صلاة المغرب ما أدى إلى استشهاد عدد من النازحين”.
وكان المخيم تعرض نهاراً إلى قصف مدفعي عنيف أدى إلى مقتل 5 نازحين وإصابة آخرين، وسط عجز تام عن إسعافهم في ظل انهيار النظام الصحي وغياب الخدمات الطبية، وفق البيان نفسه.
وأشار البيان إلى أن القصف المدفعي تجدد على مخيم زمزم الساعة 11 مساءً السبت بالتوقيت المحلي (21:00 ت.غ).
وحملت المنسقية قوات الدعم السريع كامل المسؤولية عن هذا الاستهداف المتكرر للمدنيين العزل وطالبها بوقف فوري لأعمال القصف والاعتداء.
ولم يصدر تعليق فوري من قوات الدعم السريع بشأن هذه الاتهامات، إلا أنها قالت في بيان مساء السبت: “نؤكد على التزامنا بحماية المدنيين، وحرصنا على احترام القانون الدولي والإنساني”.
ومساء السبت، قالت الأمم المتحدة، في بيان: “يجب أن تتوقف الهجمات على مخيمي زمزم وأبو شوك والفاشر فورا”.
ولليوم الثالث تواصل قوات الدعم السريع هجومها على مخيم زمزم للنازحين بالفاشر، وفق مصادر محلية.
ومنذ أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة “الدعم السريع” في ولايات السودان لصالح الجيش.