الصيادون القدماء استخدموا عظام البشر في صنع الأسلحة
اكتشف علماء الآثار من دراستهم لقطع أثرية عمرها 7-10 آلاف سنة، أن بعض الرؤوس الحادة لأدوات الصيد التي كان الصيادون القدماء يستخدمونها في اصطياد الحيوانات، مصنوعة من عظام بشرية.
وتفيد مجلة Journal of Archaeological Science: Reports، بأن بحر الشمال يلقي على الساحل الهولندي قطعا من العظام ذات الرؤوس المدببة. وهذا ليس غريبا، لأن هذه المنطقة كانت سابقا جرفا قاريا، أي حافة القارة التي غمرتها المياه، حيث تراكمت المياه الجليدية في فترة العصر الجليدي الأخير وانحسر البحر. ما أدى إلى نشوء شريط من اليابسة بين الساحل الشمالي لأوروبا والجزر البريطانية، أطلق عليها علماء الآثار اسم Doggerland. وكانت هذه الأرض مأهولة بحيوانات كبيرة مختلفة، والناس الذين كانوا يصطادونها. ووفقا لتطورهم التكنولوجي ينتمون إلى العصر الحجري المتوسط.
ولكن عندما بدأ الجليد بالذوبان غمرت المياه هذه المنطقة فغدت قاعا للبحر، لذلك لا تزال الأمواج تقذف بالقطع الأثرية من القاع، بما فيها القطع التي صنعها الصيادون البدائيون، مثل أدوات الصيد المصنوعة من القرون والعظام.
ودرس علماء من هولندا وألمانيا والدنمارك، عشرة رؤوس مدببة باستخدام تحليل الكربون المشع واتضح لهم أن عمرها 7300-9500 سنة. وبالإضافة إلى ذلك درسوا بقايا بروتين الكولاجين لتحديد نوع الحيوان. كما حدد الباحثون محتواها من الكربون-13 والنتروجين-15 لأن تركيز هذه النظائر يكشف هل الحيوانات لاحمة أم عشبية.
وتبين للباحثين أن سبعا من هذه القطع الأثرية تعود إلى الآيل الأحمر، وقطعتين تعودان إلى حيوان من نوع Homo sapiens. ولكن لماذا استخدم الصيادون هذه العظام في صنع أدوات الصيد؟ هل كانت متوفرة أكثر من عظام الحيوانات؟ يبدو أن السبب يعود إلى طقوس ما. فربما كانوا بهذا ينوون نقل قوة المتوفي إلى سلاحهم، أو شيئا آخر. وللأسف لا يمكننا هنا سوى تخمين المعتقدات التي كانت تتحكم بهؤلاء الناس قبل آلاف السنين.