المبعوث الأميركي يأمل في استئناف التفاوض لإنهاء أزمة السودان خلال أبريل
الخرطوم – صقر الجديان
أبدى مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى السودان توم بيرييلو، الخميس، عن أمله في استئناف التفاوض بين الجيش وقوات الدعم السريع بخواتيم شهر رمضان الذي ينتهي في الثلث الأول من أبريل المقبل.
وأجرى المبعوث جولة إقليمية شملت مصر والسعودية وأوغندا وإثيوبيا وجيبوتي وكينيا، عقد خلالها لقاءات مع كبار المسؤولين علاوة على لقاءاته مع الفاعلين السودانيين.
وقال بيرييلو، في مؤتمر صحفي رقمي، “نأمل استمرار المحادثات مع الأطراف الإقليمية الفاعلة ومع أصوات من داخل السودان واستئناف المفاوض بين الجيش والدعم السريع بنهاية شهر رمضان”.
وطالب بأن تشمل جولة التفاوض المقبلة جميع الأطراف في المنطقة والاتحاد الأفريقي والسعودية والإمارات.
وتابع: “يجب أن تشمل الجولة كل الراغبين بجدية بإنهاء الحرب وتحقيق السلام، ونعقد أنه يمكن تحقيق ذلك خلال أسابيع أو أشهر إذا توفرت رغبة سياسية قوية، حيث لا يمكن لأميركا بمفردها تحقيق ذلك ولهذا نعمل مع جميع الشركاء”.
وشدد المبعوث على أن كل أسبوع يمر دون تحقيق السلام يزيد فرص ارتكاب مزيدًا من الفظائع وتفشي المجاعة، موضحًا أن الوقت حان لمحادثات شاملة.
وعُين بيرييلو مبعوثًا خاصًا في 26 فبراير هذا العام، ليعمل على تنسيق سياسية للولايات المتحدة بشأن السودان وإنهاء الحرب وإيصال الإغاثة وتمكين القادة المدنيين وتعزيز المساءلة عن الجرائم التي اُرتكبت في سياق الحرب.
وضع حد للإسلاميين
وقال بيرييلو أن أولويات الإدارة الأميركية في السودان تتمثل في التوصل لاتفاق يُنهي العنف بشكل فوري وضمان وصول المساعدات الإنسانية وإعادة الانتقال المدني وبناء جيش محترف.
ورفض المبعوث مشاركة النظام السابق في التفاوض بقوله: “يجب عدم السماح للمتطرفين والمتشددين للعودة للحكم عبر اتفاقيات تقاسم السلطة”.
وأضاف: “لا نعتقد أن المتطرفين والمتشددين جادين في إحلال السلام وبناء مستقبل ديمقراطي في السودان، وهي عناصر يجب محاربتها”.
ويشارك مسلحون من عناصر النظام السابق في النزاع كطرف شبه مستقل، فيما تقول تقارير صحفية أن قادة الجيش خاضعون للحركة الإسلامية التي تحاول منع التوصل لاتفاق سلام حتى لا تكون ضحيته.
تعزيز المساءلة
وشدد بيرييلو على أن العقوبات التي فرضتها بلاده على شركات الجيش والدعم السريع التجارية، كان لها تأثير فعال على الأفراد والبنوك والمؤسسات، كما يعلم جميع شركاء الحرب داخل وخارج السودان جيدًا رغبة أميركا في محاسبة مرتكبي الفظائع.
وقال إن العقوبات ستتواصل، موضحًا أن بلاده وجميع دول العالم شركاء في مساءلة مُرتكبي الجرائم ضد المدنيين، حيث هناك تحقيقات تجريها المحكمة الجنائية الدولية ومؤسسات أخرى.
وتابع: “هذا ردع بعض الفاعلين، ولن نرضي استمرار النزاع ويجب أن تكون رؤية مستقبلية لبناء السودان”.
وأضاف: “سنلاحق هؤلاء المذنبين الذين ارتكبوا الجرائم بحق المدنيين”.
وتلاحق الجيش اتهامات بتعمد شن غارات جوية على أهداف مدنية الحقت أضرارًا واسعة بالمدنيين، فيما تُتهم قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم إبادة جماعية والعنف الجنسي المتصل بالنزاع واحتلال منازل المواطنين وقتلهم وتعذيبهم.