الموت يغيب الروائي السوداني إبراهيم اسحق
الخرطوم – صقر الجديان
غييب الموت فجر اليوم السبت الروائي السوداني، ابراهيم اسحق في الولايات المتحدة الامريكية التي ذهب اليها بغرض العلاج قبل نحو شهر.
ونشر إسحق اولى روايته” حدث في القرية” في العام 1969م ثم صدرت له روايات مهرجان المدرسة القديمة، أعمال الليل والبلدة، وبال في كلميندو، أخبار البنت مياكايا، وفضيحة آل نورين ومجموعته القصصية ناس من كافا.
ولد اسحق بقرية “ودَعة” بشرق دارفور العام 1946 وتلقى تعليمه الأوَّلي بمدينتي الفاشر وأم درمان، وتخرّج في معهد المعلمين العالي في العام 1969م (كلية التربية ـ حالياً ـ التابعة لجامعة الخرطوم)، ومعهد الدراسات الأفريقية والآسيوية بـجامعة الخرطوم العام 1984م، قبل أن يقيم بالمملكة العربية السعودية التي مكث بها سنوات.
تقلد منصب رئيس اتحاد الكتاب السودانيين في العام 2009 وهو عضو في مجلس تطوير وترقية اللغات القومية في السودان.
في العام 1970نشر روايته الأولى (حدث في القرية) بين الترحاب والرفض، لاعتماده لغة الحوار بلهجة الأرياف في دارفور، ومن ثم كتب رواية (أعمال الليل والبلدة) ورواية (مهرجان المدرسة القديمة) 1972 ولم تنشر إلا في عام 1976، وبعدها كتب رواية (فضيحة آل نورين) ثم نشر رواية (أخبار البنت مياكايا) العام 1980م، إلى جانب نشره لكتابه (الحكاية الشعبية في إفريقيا).
ونشر الراحل عديد المقالات والدراسات في مجال النقد الأدبي والتراث في صحف ومجلات ودوريات سودانية وعربية. ونال إسحق جائزة الآداب والفنون التشجيعية في مهرجان الثقافة والآداب والفنون الخرطوم 1979 م. ومُنِح شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة الفاشر- السودان- في أبريل 2004م.
عمل إسحق في بداية حياته المهنية معلماً بمدرسة المؤتمر الثانوية، وزامل حينها الشاعر الكبير النور عثمان أبكر، وكان لصيقاً بطلابه، ومنهم الشاعر والصحافي محمد نجيب محمد علي، والشاعر والقاص محمد عثمان عبد النبي، وغيرهم من الأدباء الذين شكلوا المشهد الأدبي في السبعينيات والثمانينيات.
ويقول عنه الأديب العالمي الطيب صالح: ” إبراهيم اسحق كاتب كبير حقا, رغم أنه لم يعرف بعد على نطاق واسع, وقد اكتسب سمعته الأدبية بعدد قليل من الروايات الجميلة مثل روايته حدث في قرية ومهرجان المدرسة القديمة وحكاية البنت مايكايا وهي روايات قدمت لأول مرة في الأدب السوداني, صورا فنية بديعة للبيئة في غرب السودان, وهو عالم يكاد يكون مجهولا لأهل الوسط والشمال.صمت إبراهيم اسحاق زمنا طويلا واختفى عن الأنظار, وقد لقيته منذ ثلاثة أعوام في الرياض في المملكة العربية السعودية, حيث يعمل مدرسا وجدته إنسانا دمثا طيبا مثل كل من لقيت من أهل غرب السودان, وواضح من روايته هذه وبال في كليمندو أنه لم يكن خاملا, بل كان يفكر ويكتب طوال فترة صمته الممتدة”.