سفر وسياحة

بحر دار.. جنة السياحة الخلابة في إثيوبيا

 

تعد “بحر دار” المدينة الثانية في إثيوبيا بعد العاصمة أديس أبابا، ليس من حيث السياحة فحسب، وإنما لأهميتها الجغرافية فهي تربط العاصمة بالمنطقة الشمالية للبلاد.

على بعد 560 كلم، عن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا تقع هذه المدينة، التي تضم ضمن معالمها السياحية بحيرة تانا منبع النيل الأزرق.

بحر دار -حاضرة إقليم أمهرة شمال البلاد- تزدان بلمسات جمالية تغطي أرصفتها وشوارعها إلى جانب النخيل الذي يميزها عن بقية مدن البلاد، بوجود مجموعة متنوعة من الزهور الملونة والحدائق الخضراء، فضلا عن تميزها كواحدة من أكثر المدن أماناً وتخطيطاً.

ويقول الباحث الإثيوبي بلاي مكونين، ممثل جمعية الكتاب الإثيوبين ببحر دار، إن تاريخ مدينة بحردار يعود لزمن بعيد لكن بعد زيارة الإمبراطور منليك الثاني في عام 1869 أعطاها زخما كبيرا كمدينة، لافتا إلى أنها كانت مقر الجيش الإيطالي في الفترة التي مكث فيها الإيطاليون.

وأوضح موكنين ، أن مدينة بحر دار بدأت تنميتها الحقيقية عندما وضع لها الإمبراطور هيلي سيلاسي حجر الأساس كمدينة في عام 1959 وقرر بناء جسر كبير للمدينة والبدء في مشروع “تس أباي” لتوليد الكهرباء بالإضافة لإنشاء مصنع بحر دار للغزل والنسيج.

ولفت الباحث الإثيوبي إلى أن المدينة ازدهرت بصورة كبيرة في عام 1955 في عهد حاكمها هبتماريام جبركيدان، الذي طور المدينة بشكل حديث في مساحة 40 ألف متر مربع

وأضاف أن الاهتمام والتطوير الذي شهدته المدينة في تلك السنوات شجع الحكومة التي تولت بعد سقوط منقيستو هايلي ماريام (1974-1991) وقررت أن تصبح مدينة بحر دار حاضرة إقليم أمهرة والمقر الرئيسي لحكومة الإقليم.

وأوضح الباحث أن المدينة تتميز بشوارعها الواسعة التي تطرزها أشجار النخيل، قائلا إن هذه المدينة تختلف عن مدن إثيوبيا بأشجار النخيل والتي جعلتها تضاهي العاصمة الإرترية أسمرة .

وأضاف أن الإيطالين عبدوا طرق هذه المدينة على نفس نهج العاصمة الإرترية أسمرة.

“إنها بحر دار، واحدة من أجمل المدن الإثيوبية، بل الإفريقية، تشتهر بطرقها الواسعة المحاطة والمطرزة بأشجار النخيل والمانجو، بذات روعة العاصمة الإرترية أسمرة”، حسب تصريحات موكنين.

وتأخذ مدينة “بحر دار” أهمية خاصة ربما تجعلها في صدارة المدن السياحية ببلاد الحبشة إلى جانب العاصمة أديس أبابا ومدينة أواسا حاضرة إقليم شعوب إثيوبيا، ودرة الشمال الإثيوبي.

ويعود تاريخ نشأت مدينة بحر دار إلى مئات السنين، غير أن الإمبراطور “هيلا سلاسي” تولَّى إعادة بنائها على الطراز الحديث عام 1950.

و”بحر دار” التي تعنى باللغة الأمهرية شاطئ البحر،تمثل وجهة سياحية عالمية ومدينة اقتصادية آخذة في النمو، فالمدينة تعد واحدة من الوجهات السياحية الرائدة في إثيوبيا، لوجود مناطق جذب بينها بحيرة تانا بشلالاتها العظيمة المتدفقة دوما، تبهر زوارها بأصواتها وخرير مياها المتدفق من على إرتفاع نحو 6 أمتار، ونهر النيل الأزرق الذي يصافح بشواطئه أطراف المدينة فيحيلها الى واحة خضراء ومصدر رزق لسكانها.

ولعل شوارعها المطرزة بأشجار النخيل والمزدانة بالزهور والورود، هو أكثر ما يميزها عن بقية المدن الإثيوبية، وهو ما مكن المدينة من الفوز بجايزة اليونسكو لمدن السلام للتصدي لتحديات التوسع الحضري السريع للعام 2002.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى